من روايات الكاتبة الكبيرة ( احلام مستغانمي )
صومي.. تنسي!
" يعرف موت القلب بترك الطاعة، و إدمان الذنوب، و عدم المبالاة بسوء الذكر، و الأمن من مكر الله"
و أنت تنشدين النسيان، قد تسلكين طرقًا لا تزيدك إلّا تيها.
تسافرين كي تنسي فتعودي أكثر حزنًا. و تشترين ثيابًا جميلة فلا تدرين لمن ترتدينها. و تقصدين مطعمًا و لا شهيّة لك للأكل. و تلجئين إلى مشعوذ فيُدخلك نفقًا لا ضوء في آخره.
و ماذا لو كان النسيان في ترك ما تُقبلين عليه. إنّه أقرب إليك من مكان تأخذين الطائرة لبلوغه. و أشهى من طعام ما عدت تستذوقينه. و أبقى من ثوب لا ترتدينه لمن تنتظرينه، و قد يخذلك، بل لربّ سيراك فيه و ينتظرك.
هل أجمل من ثوب لا يُشترى، بل يُهدى.
وحده الله يكسو به من اصطفى من عباده فيستر به عيوبهم و يطهّر قلوبهم. و يمنحهم ذلك البهاء الاستثنائيّ. بهاء التقوى.
الصيام رداء الأتقياء. ذلك أن الانتصار على النفس لذّة المؤمنين و العظماء.
لا أعرف غير الصيام فريضة، توسع الصدر، و تقوّي الإرادة، و تزيل أسباب الهم، و تعلو بصاحبها إلى أعلى المنازل. فيكبر المرء في عين نفسه. و يصغر حينها كلّ شيء في عينه. حالة من السموّ الروحي، لا يبلغها إلّا من يتأمّل في حكمة الله من وراء هذه الفريضة.
الرقم الاكاديمي ( 102309551 )
الشعبة ( 44 )
صومي.. تنسي!
" يعرف موت القلب بترك الطاعة، و إدمان الذنوب، و عدم المبالاة بسوء الذكر، و الأمن من مكر الله"
و أنت تنشدين النسيان، قد تسلكين طرقًا لا تزيدك إلّا تيها.
تسافرين كي تنسي فتعودي أكثر حزنًا. و تشترين ثيابًا جميلة فلا تدرين لمن ترتدينها. و تقصدين مطعمًا و لا شهيّة لك للأكل. و تلجئين إلى مشعوذ فيُدخلك نفقًا لا ضوء في آخره.
و ماذا لو كان النسيان في ترك ما تُقبلين عليه. إنّه أقرب إليك من مكان تأخذين الطائرة لبلوغه. و أشهى من طعام ما عدت تستذوقينه. و أبقى من ثوب لا ترتدينه لمن تنتظرينه، و قد يخذلك، بل لربّ سيراك فيه و ينتظرك.
هل أجمل من ثوب لا يُشترى، بل يُهدى.
وحده الله يكسو به من اصطفى من عباده فيستر به عيوبهم و يطهّر قلوبهم. و يمنحهم ذلك البهاء الاستثنائيّ. بهاء التقوى.
الصيام رداء الأتقياء. ذلك أن الانتصار على النفس لذّة المؤمنين و العظماء.
لا أعرف غير الصيام فريضة، توسع الصدر، و تقوّي الإرادة، و تزيل أسباب الهم، و تعلو بصاحبها إلى أعلى المنازل. فيكبر المرء في عين نفسه. و يصغر حينها كلّ شيء في عينه. حالة من السموّ الروحي، لا يبلغها إلّا من يتأمّل في حكمة الله من وراء هذه الفريضة.
الرقم الاكاديمي ( 102309551 )
الشعبة ( 44 )