ARBTECH

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اللغة العربية للكلية التقنية بجدة


    اهميه اللغه العربيه الفصفى ومصدر هذه الاهميه

    avatar
    عادل طنبشي


    عدد المساهمات : 5
    نقاط : 15
    تاريخ التسجيل : 16/03/2010

    اهميه اللغه العربيه الفصفى ومصدر هذه الاهميه Empty اهميه اللغه العربيه الفصفى ومصدر هذه الاهميه

    مُساهمة  عادل طنبشي الثلاثاء مارس 16, 2010 8:29 pm

    أهمية اللغة العربية الفصحى ، ومصدر هذه الأهمية :
    تعتبر اللغة العربية الفصحى بالنسبة للأمة العربية أهم من أية لغة أخرى بالنسبة للأمة التي تتكلم بها ، ويرجع ذلك لتفرد اللغة العربية بعدد من السمات والملامح لاتتوافر للغات الأخرى :
    1- فهي لغة القرآن : والقرآن هو الكتاب المنزل الوحيد المدون باللغة التي نزل بها ، بينما نزلت التوراة والإنجيل باللغة الآرامية أو السريانية ( لا اللغة العبرية كما هو معروف خطأ ).
    2- وهي لغة قومية : جمعت العرب من قديم في وحدة لغوية متماسكة – على الرغم من تعدد اللهجات المحلية ، وعلى الرغم من المحاولات المتعددة لهدمها والقضاء عليها .
    3- وهي لغة تراثية : بمعنى أنها كانت – ومازالت – الوعاء الذي حفظ التراث العربي والإسلامي ، وصانه من الضياع ، يستوي في ذلك العلوم الإنسانية والعلوم التجريبية , إنها حفظت من الضياع كثيرا من شرائح التراث اليوناني الذى ترجم إلى اللغة العربية ، وضاعت أصوله اليونانية ، فترجمه علماء اليونان بعد ذلك من العربية إلى اليونانية .
    4- وفى اللغة العربية من الملامح والخصائص الذاتية ما لايتوافر في كثير من اللغات الأخرى (وعلى سبيل التمثيل : حروف العطف ، اختلاف صور الفعل باختلاف المسند إليه ، وخصوصا فعل الأمر ، قضية الترادف ، وزيادة الوصف .... الخ ).
    محاولات هدم العربية الفصحى :
    وهي محاولات ارتبطت أغلبها في وجودها بحركات التنصير والإستشراق ، وتولي كبرها كثير من العلمانيين الذين ساروا على درب المنصرين والمستشرقين بالوعي أو باللاوعي ، ومن هذه المحاولات التي نجح بعضها ، وباء بعضها الآخر بالإخفاق :
    1- زرع اللغات الأجنبية – والإنجليزية بخاصة – ومزاحمتها للغة العربية الأم ، حتى انفردت دون العربية بالتدريس ، كما نرى في كليات الطب ، والهندسة بجمهورية مصر العربية .
    2- الانتصار للعاميات بإنشاء معاهد وأقسام مستقلة لما يسمي بالأدب الشعبي
    3- محاولة الهدم بدعوى تسهيل اللغة العربية ، وقد أخذت هذه الدعوى أو هذا الادعاء صورتين .
    الأولى : المناداة بإلغاء الإعراب ، وتسكين أواخر الكلمات .
    الثانية : اختصار حروف الأبجدية ( بمعنى أن يكون للحرف صورة واحدة في الكلمة سواء أكان موقعه في أولها أو وسطها أو نهايتها ).
    4- تغليب العاميات في وسائل الإعلام ، وأسلوب الأداء في التدريس .
    مظاهر المشكلة وأسبابها :
    وتتعدد مظاهر أزمة اللغة العربية وأسبابها ، وتتداخل المظاهر والأسباب حتى يصعب الفصل بين ماهو مظهر وما هو سبب ، وأنا أكتفي بأوضحها ، وأغلبه يعتمد على الملاحظة الميدانية بعيدا عن التبريرات والتعليلات النظرية .
    وأهم هذه المظاهر والأسباب :
    - فى مجال الصحافة والإعلام :
    1- انكماش الصفحات المخصصة للأدب في الصحف اليومية ، والمجلات الأسبوعية والشهرية ، وهي لاتتسع غالبا إلا للون من الأدب الحداثي الذى لايتفق مع قيمنا الأدبية ، واللغوية .
    2- ضعف الأسلوب الصحفى وغزارة الأخطاء فى صياغة المقالات ، والأخبار ، والشعر والإعلانات .
    3- ضعف الإعلاميين لغويا، وخصوصا مقدمي البرامج، ونشرات الأخبار ، ويلجأ كثير منهم إلى تسكين أواخر الكلمات هربا من مسئولية الخطأ ، مع أن التسكين – في غير موضع الوقفات - يعد خطأ لا يقل عن الخطأ في ضبط الكلمات .
    - فى مجال التربية والتعليم :
    1- اضمحلال الكتاتيب فى القرى ، وقد كانت محاضن طيبة لتحفيظ القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة .
    2- هبوط مستوى الطلاب فى اللغة العربية ، وخصوصا النحو ، ولعل من العوامل التي ساعدت على ذلك ضآلة الدرجة المرصودة للنحو في المدارس المصرية ، وهى (Cool درجات لشعبة العلوم (10) درجات للشعبة الأدبية ، في السنة النهائية من المرحلة الثانوية ، وكذلك ضآلة الدرجة المرصودة للغة العربية بكل فروعها وهى (50) درجة للعلمي و(60) درجة للأدبي ، وهي قرابة ثلث الدرجة الممنوحة لمادة الرياضيات .,
    3- ضعف المستوى اللغوي والأدبي والثقافي لمدرس اللغة العربية ، ويرجع ذلك لاسباب متعددة أهمها :
    أ) هبوط المستوى الثقافي العام في الوطن العربي وخصوصا مستوى الثقافة الأدبية واللغوية .
    ب) اعتماد نظام ترقيات المدرسين – في جوهره – على الأقدمية المطلقة بصرف النظر عن المستوى العلمي ، والقدرة على العطاء ومدى تطورها . فلا غرابة أن يعتبر أغلب المدرسين تخرجه وتعيينه مدرسا بداية حاسمة لقطع صلته بما يسمي( التثقيف الذاتي) الذي يعتمد على الإطلاع الواسع ، ومحاولة اكتساب الخبرة الميدانية في مجال عمله .
    ج) قلة إقبال الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة ، والثانوية الأزهرية على الالتحاق بالكليات التي يتخرج فيها مدرسو اللغة العربية ومنها على سبيل التمثيل :
    1- إلغاء كلية دار العلوم بمصر للمسابقة التي كانت تعقدها لاختيار الطلاب اللائقين للالتحاق بها ، وكان امتحان الاختيار ، أو التصفية بها في فقه العبادات والمعاملات ، وتاريخ النبي ، والخلفاء الراشدين ، وأدب العصر الحديث ، والتعبير ، والبلاغة تحريرا ، وشفويا زيادة على حفظ عشرة أجزاء من القرآن الكريم .
    وما يقال عن دار العلوم يقال عن الكليات الأزهرية التي كانت تشترط – بصفة أساسية – حفظ القرآن الكريم على من يريد الالتحاق بها .
    2- فتح الأبواب لمن لفظته الكليات الأخرى اعتمادا على " نظام التنسيق " الذي لا اعتبار فيه إلا لمجموع الدرجات الكلية بصرف النظر عن درجة المادة التخصصية المناسبة للكلية المرشح لها الطالب ، ومن ثم يرشح لدار العلوم مثلا أكثر المجموعات هبوطا حتى لو كان الطالب حاصلا على النهاية الصغرى لمادة اللغة العربية (25/50 في شعبة العلوم ،30/60 في الشعبية الأدبية ) .
    ******************************
    معالم على طريق الحل
    وأزمة اللغة العربية أعمق ، وأبعد آمادا من أن تتناول – تشخيصا وعلاجا – في مثل هذه الوريقات ، ولكن ذلك لايمنع من أن أقدم بعض التوصيات التي أزعم أنه يمكن اتخاذها معالم وصُوي على طريق الحل . وهي تتناول المشكلة من أربع زوايا هي:
    - اللغة العربية لغة دينية قومية .
    - اللغة العربية مادة تعليمية .
    - مدرس اللغة العربية .
    - التوجيه الفني للغة العربية .
    اللغة العربية لغة دينية قومية
    1- إنشاء ما يمكن أن نسميه ( المجلس الأعلى للنهوض باللغة العربية) على مستوى الوطن العربي كله ، وتكون مهمته وضع خطة طويلة المدى ذات مراحل مدروسة للنهوض باللغة العربية ، وتخليصها من عوامل الضعف ، والركة والغثاثة .
    وينبثق من هذا المجلس الأعلى مجالس ، أو لجان فرعية للتخلص من مشكلات اللغة العربية المحلية على مستوى البلد الواحد ( لجنة مصر- لجنة السعودية ..) على أن يكون هناك متابعة جادة للإنجازات .
    2- إعداد الإعلاميين إعدادا سليما راقيا رشيدا حتى يكون العطاء سديدا .
    3- أن تكون العربية الفصحى هي أداة التعبير الوحيدة في وسائل الإعلام وخصوصا التلفاز والإذاعة .
    4- الإكثار من الأمسيات الثقافية والبرامج اللغوية والتعليمية في وسائل الإعلام وخصوصا التلفاز .
    5- أن تكون المادة الترفيهية المقدمة (الأفلام والمسرحيات والتمثيليات ) باللغة العربية السهلة البعيدة عن التقعر ، وقد تأخذ الناس الغرابة أول مرة ، ولكن التدرج في التطبيق سيجعل من ذلك أمرا طبيعيا لاغرابة فيه . وقد يعترض على هذه الدعوى بما يأتي :
    أ‌- من العقبات التي تعترض ذلك أن الأعمال الجاهزة حاليا من الأفلام والمسرحيات ، أغلبها الغالب بالعاميات .
    ب‌- صعوبة استساغة هذه الأعمال الجديدة بالعربية الفصحى ، وخصوصا بالنسبة للأطفال ويمكن تفنيد هذين الاعتراضيين بما يأتي :
    أ‌- التدرج الكمى فى تقديم هذه المادة العربية الفصحي كفيل بخلق التعود والاستساغة.
    ب‌- أن هذه الأعمال- كما ذكرت آنفا – ستكون بالفصيحة السهلة الميسرة مما يسهل فهمها واستساغتها .
    ج - ثبت أن الأطفال – بخاصة – لايرفضون مثل هذه الأعمال ما توفر فيها عناصر التشويق ، وجمال العرض ، ورقي المضمون ، وقد رأيت أبنائي الصغار يقبلون بحرص شديد على بعض أفلام " الكارتون " الناطقة بالعربية الفصحى ، أكثر من إقبالهم على نظيرات لها بالعربية، لأن الأولى فيها من مظاهر الجمال الفني ما لا يتوافر فى الثانية .
    اللغة العربية مادة تعليمية :
    1) جعل اللغة العربية مادة أساسية فى الجامعات العربية بكل كلياتها ، بما في ذلك الكليات التجريبية .
    2) تعريب المواد العلمية ، والهندسية وأن تكون اللغة العربية هي لغة تدريس هذه المواد.
    3) إنشاء شعبة اللغة العربية التخصصية في السنة النهائية من المرحلة الثانوية ، تمهيدا لالتحاق طلابها بكلية دار العلوم والكليات الأزهرية ، وأقسام اللغة العربية بكليات الآداب والتربية .
    4) رفع درجات اللغة العربية بفروعها المختلفة – فى السنة النهائية من المرحلة الثانوية إلى (150 درجة ) بدلا من (50أو60 درجة ) كما هومعمول به فى المدارس المصرية .
    5) تشقيق فروع العربية – ابتداء من الصف الأول بالمرحلة الثانوية – إلى " وحدات " بحيث يكون لكل وحدة كيانها المستقل تدريسا وتقييما ( نجاحا ورسوبا ) على النحو التالي:
    أ- التعبير والقراءة 50 درجة
    ب- النحو 50 درجة
    ج –النصوص والأدب والبلاغة 50 درجة
    6) اختصاص المدرس بتدريس " وحدة واحدة " من الوحدات الثلاث السابقة ولايقوم بتدريس أكثر من وحدة إلا لضرورة ملحة ، ولا شك أن هذا (التخصيص) سيمكن المدرس من التوفر على مادته ، وتعمقها والتمكن منها .
    7) إضافة مادة جديدة في السنة النهائية من المرحلة الثانوية هي مادة ( جماليات القرآن الكريم ) يرصد لها (50) درجة تبرز ما في القرآن من السحر البيانى ، والقيم التعبيرية والتصويرية بوصفه إعجازا بيانيا .
    وواضح أن هذا النوع من الدراسة يختلف عن التفسير الذى يعطي اهتمامه الأكبر للشرح اللغوي وإبراز القيم الدينية ، والاجتماعية والإنسانية .
    مدرس اللغة العربية :
    والمدرس هو قطب الرحى فى هذا المجال . ومما يؤسف له أن مدرسي اللغة العربية حاليا هابطو المستوى وخصوصا الذين تخرجوا حديثا ، للأسباب التي ذكرتها آنفا .
    وحتى يستعيد مدرس اللغة العربية مستواه الطيب كي يتمكن من العطاء السليم السديد اوصي بما يلي:
    1) نشر مراكز تحفيظ القرآني في القرى والمدن وتشجيعها ، ومنح القائمين عليها ، والملتحقين بها حوافز مادية قيمة .
    2) إعادة المسابقة ( امتحان القبول) لدار العلوم ، واشتراط حفظ القرآن أو نصفه على الأقل بالنسبة للملتحقين بالكليات الأزهرية .
    3) منح الطلاب حوافز مادية شهرية مشجعة ( وقد كان هذا النظام معمولا به من قبل في دار العلوم والأزهر ).
    4) إلغاء نظام الترقية بالأقدمية المطلقة ، بحيث لايرقى المدرس ترقية مادية أو أدبية ( من الإعدادي إلى الثانوي ، ومن مدرس عادي لمدرس أول ، ثم إلى وكيل ، أو ناظر أو موجه .... الخ ) إلا بعد أدائه امتحانا جادا في عدد من الكتب الأدبية ، والنقدية ، والتربوية ، وبعد مقابلة جادة عادلة مع لجان تشكل من رجال مشهود لهم بالكفاية في مجال العلم والتعليم والترية .
    5) إدخال مادة التربية ، ومادة طرق التدريس فى السنتين الأخيرتين فى مرحلة الليسانس فى الكليات التي يتخرج فيها المدرسون ، على أن يرصد النصف الأخير من السنة الأخيرة للتربية العملية .
    التوجيه الفني للغة العربية :
    وظيفة الموجه من الخطورة بمكان، لأن توجيهاته تؤدي إلى ما يمكن تسميته " بالنتائج المركبة أو المزدوجة "، فهو يوجه مدرسيه ويرشدهم ، وهذه التوجيهات تنعكس على التلاميذ إذا أخذ المدرس نفسه بها . ومن هنا تأتي خطورة مهمته . لذا أوصى في هذا المجال بما يأتى :
    1- ألا يختار لهذه الوظيفة إلا من كان على مستوي رفيع جدا – لا من العلم والثقافة فحسب – ولكن من القدرة التربوية على التوجيه والإرشاد كذلك .
    2- تخفيف العبء عن الموجه ، بحيث لا يزيد نصابه علي:
    35 مدرسا في المرحلة الابتدائية .
    25 مدرسا في المرحلة الإعدادية ( المتوسطة ) .
    20 مدرسا في المرحلة الثانوية .
    3- تكون مهمة الموجه ذات شقين : شق عملي ، وشق تقييمي تقديري
    أ- الشق العملي التعليمي : ويتحقق بقيامه بالتدريس الفعلي في فصول المدارس التي يشرف عليها تدريسا نموذجيا بمحضر من المدرسين لحصتين أو ثلاث في الأسبوع ، بحيث يغطي كل فروع المادة كل شهر .
    ب- الشق التقييمي التقديري : ويعني ما يسجله الموجه فى تقريره السنوي أو نصف السنوي عن كل مدرس من مدرسيه .
    وواضح أن الشق الأول- الذي لا وجود له حاليا – هوالأهم وهو الأعمر بالفائدة ، لأن الموجه عمليا يكون مثلا ونموذجا يحتذي للمعلمين في تدريس اللغة العربية مادة وطريقة .
    وعودا على بدء أقول أن ما قدمته في هذه الوريقات أقل ، وأضعف من أن يحيط بالمشكلة تشخيصا وحلا ، وكل ما قدمته لايزيد على كونه " ملاحظات ميدانية " ,ورؤية شخصية لما أزعم انه " معالم على طريق الحل " فإذا أصبت فلي أجران ، وإن جانبت الصواب أو جانبني الصواب فلي أجر واحد ، وأجر واحد ليس بالحظ اليسير في زمننا هذا . والحمد الله في الأول والآخر.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 2:50 am