ARBTECH

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اللغة العربية للكلية التقنية بجدة


    شعلراء العصر الاموي

    avatar
    السبيعي@


    عدد المساهمات : 6
    نقاط : 18
    تاريخ التسجيل : 18/03/2010

    شعلراء العصر الاموي Empty شعلراء العصر الاموي

    مُساهمة  السبيعي@ الخميس مارس 18, 2010 6:22 pm

    الفرزدق:
    همام بن غالب، كنيته أبو فراس ولقبه الفرزدق، ولقب به، لغلظة في وجهه. ولد الشاعر الفرزدق في بيت يكتنفه الشرف والسيادة من كل جانب، فأبوه غالب أحد أجواد العرب.. ولد بالبصرة، ونشا في باديتها.. كان الفرزدق متقلبا في مزاجه وعلاقاته الاجتماعية، فقد يمدح الرجل اليوم ليهجوه في يوم آخر.

    قيل إنه نظم الشعر صغيرًا.. دارت بين الفرزدق وجرير الشاعر الأموي أيضًا، حرب هجائية دامت نحو خمسين سنة، وكان لتلك الحرب الشعرية صدى واسع في البلاد، وضج بها"المربد" سوق البصرة، وانقسم الناس قسمين، كل قسم يؤيد هذا الشاعر أو ذاك.

    توفي الفرزدق بالبصرة سنة 114ه وقد شارف على التسعين.

    كان التكسب مرماه في أكثر الأحوال، فمدح ورثى وهجا، فها نحن نتوقف قليلا عند مديحه.

    شعره في المديح

    مدح الفرزدق خلفاء بني أمية على أنهم أولى الناس بتراث الخلافة، وأحق الناس بالملك، وهم كالقمر يهتدي به، وسيوفهم هي سيوف الله التي يضرب بها الأعداء، وإذا النصر حليفهم، لأن الله معهم، وإذا الهدى مشرق من وجوههم، منهم الهادون والمهديون.. وتذكر الكتب والمراجع، أن الخليفة "هشام بن عبد الملك" حج على عهد أبيه وطاف بالبيت، وحاول أن يصل إلى الحجر الأسود فلم يستطع لشدة الزحام، فنصب له كرسي وجلس عليه ينظر إلى الناس، وحوله جماعة من أهل الشام. وفيما هو كذلك أقبل"زين العابدين" فطاف بالبيت، ولما انتهى إلى الحجر انشقت له الصفوف ومكنته من استلامه، فقال رجل من الشام لهشام:

    من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة؟

    فقال هشام"

    لا أعرفه، وخاف أن يذكر اسمه فيرغبهم فيه.

    وكان الفرزدق حاضرًا فقال: أنا أعرفه.

    فقال الشامي: ومن هو يا أبا فراس؟، فقال قصيدته الشهيرة في مدح زين العابدين، فغضب هشام وحبسه، فهجاه الفرزدق.

    أنشد الشاعر الفرزدق قصيدة يمدح فيها"زين العابدين":

    هذا الذي تعرف البطحاء وطأته **** والبيت يعرفه والحل والحرم

    هذا ابن خير عباد الله كلهم **** هذا التقي النقي الطاهر العلم

    هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله **** بجده أنبياء الله قد ختموا

    ما قال لا قط إلا في تشهده **** لولا التشهد كانت لاءه نعم

    إذا رأته قريش قال قائلها **** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

    فخر الفرزدق

    الشاعر يمزج بين الفخر والهجاء، فالهجاء عنده موضوع في جو فسيح من الفخر والتبجح... أما موضوع فخره فهو في قومه ونفسه، وفخره بقومه اشد منه بنفسه، إنه أعز الناس بيتًا وأرفعهم شرفًا وأوسعهم خيرًا وكرمًا، وهم ذوو العقول التي توازي الجبال، والثبات الذي لا يزعزع..

    ولقد برع الفرزدق براعة فائقة في الفخر، ذلك لأن شرف آبائه وأجداده قد مهد له سبيل القول بالفخر، وتطاول على جرير وتحداه أن يأتيه بمثل آبائه وقومه:

    أولئك آبائي فجئني بمثلهم **** إذا جمعتنا ياجرير المجامع

    فيا عجبًا حتى كليب تسبني**** كأن أباها نهشل أو مجاشع

    كانت غاية الفرزدق في هجره الاستعلاء على جرير، فكان فخره في الغالب ممتزجًا بهجاء جرير ورهطه..

    وفي فخره بقومه يصفهم بالمكارم التي كان العرب يفاخرون بها، ككثرة العدد وحماية الجار والبأس في القتال، وشرف المنزلة، وقري الضيف، ونباهة الذكر، ورجاحة العقل. ثم يعدد آباءه ويذكر مآثر كل منهم.. حتى أن الفرزدق يستغل بعض الحوادث التي هجاه بها خصمه جرير، فيجيد الاعتذار لها ويحولها على فخر، فهو حين عجز عن قتل الأسير الرومي الذي دفع إليه قال:
    ولا نقتل الأسرى ولكن نفكهم **** إذا أثقل الأعناق حمل المغارم

    وهذه أبيات يفخر الفرزدق فيها بنفسه وبقومه، فيقول:

    إن الذي سمك السماء بنى لنا **** بيتًا دعائمه أعز وأطول

    أحلامنا تزن الجبال رزانة **** وتخالنا جنًا إذا ما نجهل

    وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا**** وأبو يزيد، وذو القروح، وجرول

    فالفرزدق يقول:

    إن الله أعطى قومه عزًا وشرفًا، أكثر من جرير وقومه.. فعقولنا تساوي بوزنها وتفكيرها وزن الجبال، كما أنها توازنها ثباتًا ورسوخًا، على أننا في الحروب والدفاع عن كياننا نصبح محاربين أشداء قساة فيما إذا ما حملنا أحد على الغضب.



    النقائض الشعرية :

    ذكرنا أن المعركة الشعرية نشبت بين الفرزدق وجرير ودامت أكثر من خمسين عامًا، فالنقائض قصائد امتزج فيها الهجاء والفخر، وكثرت فيها الإشارة إلى ماضي القبائل في الجاهلية وحاضرها في عهد بني أمية، يقول الشاعر قصيدته، فيرد عليه خصمه بقصيدة من وزنها وقافيتها ويتعقب أفكاره ومعانيه، فيردها عليه..

    على أن فن النقائض نشأ أول ما نشأ في العصر الجاهلي وامتد حتى ازدهر في العصر الأموي الذي استيقظت فيه العصبية بعد أن أضعفها الإسلام، وانضمت إلى العوامل القبلية عوامل أخرى سياسية واجتماعية واقتصادية وشخصية.. فكانت نقائض هذا العصر تختلف عن نقائض العصر الجاهلي بطولها وإفحاشها واتساع الخيال فيها..

    هذا ومن المعروف أن النقائض تقوم على الهجاء، وفن الهجاء بدوره قائم على أمور ثلاثة: الأول أن يذكر الشاعر معايب خصمه ومثالب قبيلته بنفسه وبقبيلته.. والثاني تناول الأغراض وقذف المحصنات والشتائم.. والثالث تصوير الخصم بصورة ساخرة تحمل القارىء أو السامع على الضحك..
    الفرزدق شاعر الوصف


    كان الفرزدق واسع الخيال، دقيق الملاحظة، جيد القصص، مما ساعده على أن يكون من ابرع الوصافين في العهد الأموي، أما موصوفاته فكثيرة، منها ما هو منتزع من البادية كالذئب، ومنها ما هو من حياة الحضر كالسفينة والجيش.. ويصطبغ وصف الفرزدق أحيانًا بصبغة القصص الذي يحسن الشاعر سرده، كما يمتاز بالتقرب من الحيوان المفترس والعطف عليه، ففي وصفه للذئب يظهر استعدادًا لأن يلبس ذلك الوحش من ثيابه وأن يقاسمه زاده.

    فلما دنا قلت ادن دونك إنني **** وإياك في زادي لمشتر كان

    فبت أسوي الزاد بيني وبينه **** على ضوء نار مرة ودخان

    فهذان البيتان من قصيدة يصف فيها ذئبًا أتاه ليلا وهو يشتوي شاة، فدعاه أن يشاركه الطعام المشوي اللذيذ، فهو وحيد وقد عانى من عقوق الأصدقاء وبعد الأحباب، فكأن الشاعر استأنس بمجيء الضيف الذئب، او أرجح أن الفرزدق قد تخيل هذا الضيف. وهو في قلب الصحراء يشعل ناره للطعام ففضل في قصيدته هذه القصصية أن يكون ضيفه حيوانًا، عسى أن يكون وفيًا أنيسًا مخلصًا أكثر من الإنسان الغادر.. فوصف الشاعر يتناول المحسوسات أكثر من المعنويات، كما يمتاز بالدقة وحسن التصوير، فضلا عن طابع شخصي مبتكر أو جده من خلال قصصه


    الهجاء في شعر الفرزدق
    إن ميزة الهجاء عند الفرزدق هي الفخر أولا، فالشاعر في الهجاء يعتمد على الفخر والاستناد عليه، فبالهجاء ينقض الشاعر على خصمه فيوسعه شتمًا وذلا فيصوره حقيرًا، كما يصور قومه وأهله بأنهم يتصفون بأرذل الصفات وأقبح الطباع، فهم مثلا ضعفاء متخاذلون، بخلاء لا أصل لهم ولا فرع..

    وبالمقابل فالشاعر هذا يفخر بقومه وبنفسه، كما رأينا في هجاء جرير، والذي هو فخر للفرزدق بآن واحد.

    وقال الفرزدق في الضيافة:


    ومستنبح والليل بيني وبينه **** يراعي بعينيه النجوم التواليا

    سرى إذ تفشى الليل تحمل صوته**** إلي الصبا قد ظل بالأمس طاويا

    حلفت لهم إن لم تجبه كلابنا **** لأستوقدن نارًا تجيب المناديا


    وقال يهجو" إبليس" وقد تاب في أواخر حياته:

    أطعتك يا إبليس سبعين حجة **** فلما انتهى شيي وتم تمامي

    فررت إلى ربي وأيقنت أنني **** ملاق لأيام المنون حمامي

    لاشك في أننا نلمس من هذه الأبيات للفرزدق، توبته عن ماضيه البعيد وعن مساوئه وطيشه، فهنا هو قد بلغ السبعين من عمره، حيث النهاية في الدنيا أصبحت قريبة، ولا بد من لقاء الموت الذي هو غاية كل إنسان... فهذه الأبيات تدلنا على أن الشاعر قد صقلته الأيام وهذبته الحياة، فبدا شعره صادقًا عن نفسه الزاهدة، وتقواه العميقة..

    وهكذا رأينا الفرزدق في شعره يلتزم بالديباجة المعروفة لديه، فشعره الغزلي أحيانا يخلو من هذه الديباجة، فيتجاوز قوانين النحو والبيان في كثير من الأحيان...

    ولكن شعر الفرزدق فضلا عن قيمته الأدبية، ذو قيمة تاريخية كبرى، لأنه يطلعنا على نواح كثيرة من حياته وحياة خصومه، وعلى أخبار العرب وأيامهم وعاداتهم، وأوضاع الدولة الأموية وتصرف عمالها وولاتها، وعلى الفتوحات والجيوش وغيرها

    عمر بن أبي ربيعة:
    عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي القرشي (ولد 644 م)، أبو الخطاب، هو أرق شعراء عصره، من طبقة جرير والفرزدق، ولم يكن في قريش أشعر منه. ولد في الليلة التي توفي بها عمر بن الخطاب، فسمي باسمه. وكان يفد على عبد الملك بن مروان فيكرمه ويقربه.

    رُفع إلى عمر بن عبد العزيز أنه يتعرض للنساء ويشبب بهن، فنفاه إلى دهلك، ثم غزا في البحر فاحترقت السفينة به وبمن معه، فمات فيها غرقاً.
    من أشعاره:

    أبـتِ البخـيـلـةُ أن تنـولنـي

    فـأظـنُّ أنـي زائـرٌ رمـسـي

    لا خيـرَ فِـي الدُّنيـا وبـهجتهـا

    إنْ لَـمْ تـوافـقْ نفسهـا نفسـي

    لا صبـرَ لـي عنهـا، إذا بـرزت

    كالبـدرِ، أو قـرنٍ مـن الشمـسِ

    نظـرتْ إليـكَ بعيـنِ جـازئـةٍ

    كحـلاءَ، وسـطَ جـآذرٍ خنـسِ

    فسبـتْ فـؤادكَ، عنـد نظرتـها

    بـمـلاحـةِ الأنيـابِ، والانـسِ

    جـودي لـمـن أورثتـه سقمـاً

    وتـركتـهِ حـيـرانَ فِـي لبـسِ

    لا تَحرميـهِ الوصـلَ، واتـخـذي

    أجـراً، فليـس بـذاك من بـأسِ

    ولقد خشيـتُ بأن يكـون بـهش

    من حبكـم طـرفٌ من الـمـسِّ

    ومن قصائده:

    بانتْ سليمـى، فالفـؤادُ قريـحُ

    ودموعُ عيني فِي الـرداءِ سفـوحُ

    ولقد جرى لكَ، يومَ حزم سويقـةٍ

    فيمـا يعيـفُ، سانـحٌ، وبريـحُ

    أحوى القوادمِ ، بالبيـاضِ ملمـعٌ

    قلقُ الـمواقع، بالفـراقِ يصيـحُ

    حسنٌ لديّ حديـثُ منْ أحببتـه

    وحديـثُ منْ لا يستلـذُّ قبيـحُ

    الـحـبُّ أبغضـهُ إلـيّ أقلـهُ

    صرحْ بـذاك، وراحـةٌ تصريـحُ

    الأحوص:
    عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت الأنصاري، من شعراء العصر الأموي، توفي سنة 105 هـ/723 م، من بني ضبيعة، لقب بالأحوص لضيق في عينه، شاعر إسلامي أموي هجّاء، صافي الديباجة، من طبقة جميل بن معمر ونصيب، وكان معاصرا لجرير والفرزدق. من سكان المدينة، وفد على الوليد بن عبد الملك في الشام فأكرمه ثم بلغه عنه ما ساءه من سيرته فرده إلى المدينة وأمر بجلده فجلد ونفي إلى دهلك وهي جزيرة بين اليمن والحبشة، كان بنو أمية ينفون إليها من يسخطون عليه.

    بقي بها إلى ما بعد وفاة عمر بن عبد العزيز وأطلقه يزيد بن عبد الملك، فقدم دمشق ومات بها، وكان حماد الراوية يقدمه في النسيب على شعراء زمنه
    من شعره:

    أفي كل يوم حبة القلـب تقـرع = وعيني لبين من ذوي الـود تدمـع
    أبالجَد أَنـي مبتلـى كل ساعـة= بهم لـه لوعــات حــزن تطلــع
    إِذا ذَهَبَـت عَنّـي غَواشٍ لِعَبـرَة=أظـل الأُخـرى بَعدَهــا أَتَوَقــع
    فلا النفس من تهمامهـا مُستَريحة = وَلا بالذي يأتي من الدهر تقنع
    وَلا أَنا بِالَّلائـي نَسَبـتُ مُـرزؤ= وَلا بـذوي خـلصِ الصَفـا متمتِـع
    وأولع بي صرف الزمـان وعطفه = لتقطيع وصل خلـة حيـن تقطَـع



    كثير عزة:
    كثير عزة كثير عزة
    من فحول الشعراء ، وهو أبو صخر كثير بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي المدني ، امتدح عبد الملك والكبار . وقال الزبير بن بكار : كان شيعيا ، يقول بتناسخ الأرواح ، وكان خشبيا يؤمن بالرجعة ، وكان قد تتيم بعزة ، وشبب بها ، وبعضهم يقدمه على الفرزدق والكبار ، ومات هو وعكرمة في يوم سنة سبع ومائة .
    من اشعاره:
    وَلَمَّا وَقَفْنَا والقُلُوبُ على الغَضَا
    وللدَّمع سحٌّ والفرائصُ تُرعدُ
    وَبَيْنَ التَّراقي واللَّهَاة ِ حَرَارَة ٌ
    مكان الشَّجا ما إنْ تبوحُ فتبرُدُ
    أَقُولُ لِمَاءِ العَيْنِ أَمْعِنْ، لَعَلَّهُ
    بما لا يُرَى مِنْ غَائِبِ الوَجْدِ يَشْهدُ
    فَلَمْ أَدْرِ أَنَّ العَيْنَ قَبْلَ فِرَاقِها
    غَدَاة َ الشَّبَا مِنْ لاَعِجِ الوَجْدِ تجْمدُ
    ولم أرَ مثلَ العينِ ضنَّتْ بمائها
    عَلَيَّ ولا مِثْلِي على الدَّمْعِ يَحسُدُ
    وَسَاوَى عَليَّ البينَ أنْ لم يَرَيْنَني
    بَكَيْتُ، ولم يُترَكْ لِذِي الشَّجْوِ مَقْعَدُ
    وَلَمَّا تَدَانَى الصُّبْحُ نَادُوا بِرِحْلَة ٍ
    فقمنَ كسالى مشيُهنَّ تأوُّدُ
    إلى جِلّة ٍ كالهُضْبِ لمِ تَعْدُ أنّها
    بوازلُ عامٍ والسَّديسُ المُعبَّدُ
    إلى كُلِّ هَجْهَاجِ الرَّوَاحِ كأنَّهُ
    شَجٍ بِلَهَاة ِ الحَلْقِ أوْ مُتَكَيِّدُ
    تمجُّ ذفاريهنَّ ماءً كأنّهُ
    عَصِيمٌ على جَارِ السَّوَالِفِ مُعْقَدُ
    وهنَّ مناخاتٌ يُجلَّلنَ زينة ً
    كما اقتانَ بالنَّبتِ العهادُ المُجوَّدُ
    تأطّرْنَ حتَّى قُلْتُ لَسْنَ بَوارِحاً
    وذبنَ كما ذابَ السَّديفُ المسرهدُ
    عَبِيراً وَمِسْكاً مَانَهُ الرَّشْحُ رَادِعاً
    بهِ محجرٌ أو عارضٌ يتفصَّدُ
    وأجْمَعْنَ بَيْناً عَاجِلاً وَتَرَكْنَنِي
    بفيفا خُريم قائماً أتلدَّدُ
    كما هاجَ إلفاً ضابحاتٌ عشية ً
    لَهُ وَهْوَ مَصْفُودُ اليَدَيْنِ مُقَيَّدُ
    فَقَدْ فُتْنَنِي لمّا وَرَدْنَ خَفَيْنناً
    وَهُنَّ عَلَى مَاءِ الحَرَاضَة ِ أبْعَدُ
    فوالله ما أدري أطيخاً تواعدوا
    لتمِّ ظمٍ أم ماءَ حيدة َ أوردوا؟
    وبالأمسِ مَا رَدُّوا لبينٍ جِمَالَهُمْ
    لعمري، فعيلَ الصَّبرَ من يتجلَّدُ
    وقد علمتْ تلك المطيَّة ُ أنَّكمْ
    مَتَى تَسْلُكُوا فَيْفَا رَشادٍ تَخوَّدوا



    جرير:
    جرير هو أبو حرزة جرير بن عطية اليربوعي التميمي (ت.110هـ) ينتمي إلى قبيلة كليب من بني تميم. ولد في اليمامة (في منطقة الرياض حاليا) في خلافة عثمان بن عفان ، إشتهر في المدح والهجاء توفي بعد موت الفرزدق بشهور سنة 110هـ. و قد بقي لبنيه أملاك في بلدة أثيثية (منطقة الوشم شمال غرب الرياض حالياً) إلى زمن ياقوت الحموي في القرن السابع الهجري. كان من فحول شعراء الإسلام، وكانت بينه وبين الشاعر الفرزدق صولات وجولات، ولكنه رثاه بعد مماته.

    حياته
    هو ابو حرزة جرير بن عطية بن الخطفي التميمي اليربوعي،وكانت اسرته ليست على شئ من الجاه والشرف والثروة،وعلى ذلك فاخر بها وبأبيه الشعراء الكثيرين الذين تعرضوا له بالهجاء، فأخزاهم جميعا ولم يثبت له الا الفرزدق والأخطل، والتحم معهم في الهجاء زهاء اربعين سنة مملوء بالفحش والشتائم والبذاءة،وهو أحد فحول الشعراء الإسلاميين، وبلغاء المداحين الهجائين، ولد باليمامة سنة 42هـ ونشأ بالبادية، وفيها قال الشعر ونبغ، وكان يذهب الى البصرة لطلب الميرة ومدح الكبراء ، ورأى الفرزدق فيها ونظر الى ماأكسبه الشعر من منزلة عند الأمراء والولاة وهو تميمي مثله،وود لو سبقه الى ماناله، وأغراه قومه به للتنويه بشأنهم، فوقعت بينهم المهاجاة عشر سنين لعوامل سياسية واجتماعية،وكان اكثر اقامة جرير في البادية وكان الفرزدق في البصرةيملأ عليه الدنيا هجاء وسبا، فما زال به بنو يربوع حتى أقدموه البصرة، واتصل بالحجاج ومدحه فأكرمه ورفع منزلته عنده،فعظُم أمره، وشرّق شعره وغرّب حتى بلغ الخليفة عبد الملك فحسد الحجاج عليه،فأوفده الحجاج مع ابنه محمد الى الخليفة (يزيد بن معاوية) بدمشق ليصل بذلك الى مدحه، ومن وقتئذٍ عُدّ من مدّاح خلفاء بني أمية، ومات باليمامة سنة 111هـ

    شعره
    اتفق علماء الأدب، وأئمة نقد الشعر، على انه لم يوجد في الشعراء الذين نشأوا في ملك الإسلام أبلغ من جرير والفرزدق والأخطل، وانما اختلفوا في أيهم أشعر، ولكل هوى وميل في تقديمه صاحبه، فمن كان هواه في رقة النسيب، وجودة الغزل والتشبيب، وجمال اللفظ ولين الأسلوب، والتصرف في أغراض شتى فضّل جريراً، ومن مال الى إجادة الفخر، وفخامة اللفظ، ودقة المسلك وصلابة الشعر،وقوّة أسره فضّل الفرزدق، ومن نظر بُعد بلاغة اللفظ، وحُسن الصوغ الى إجادة المدح والإمعان في الهجاء واستهواه وصف الخمر واجتماع الندمان عليها ، حكم للأخطل،وإن لجرير في كل باب من الشعر ابياتاً سائرة، هي الغاية التي يضرب بها المثل، و من ذلك قوله في الفخر:

    إذا غَضِبَتْ عليكَ بنو تميم حَسِبْت الناس كلَّهُم غِضابا

    وقوله في مدح عبد الملك بن مروان:

    ألـَسْتُم خَيَرَ مَنْ ركب المطايا وأندى العالمين بطونَ راحٍ

    وقوله في هجاء الراعي النميري:

    فَغُضَّ الطَّرْفَ إنك من نُميرٍ فلا كعْبا بلغتَ ولا كِلابا


    جميل بثينة
    هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي, نسبة إلى عذرة وهي بطن من قضاعة. شاعر من عشاق العرب, افتتن ببثينة بنت حيان بن ثعلبة العذرية, من فتيات قومه. خطبها إلى أبيها فرده وزوجها من رجل آخر. كان له معها أخبار تناقلها الناس, وقال فيها شعرا يذوب رقة. أكثر شعره في النسيب والغزل والفخر وأقله في المديح. قصد جميل مصر وافدا على عبد العزيز بن مروان، فأكرمه عبد العزيز وأمر له بمنزل, فأقام قليلا ومات ودفن في مصر, ولما بلغ بثينة خبر موته حزنت عليه حزنا شديدا وأنشدت:

    وإن ســلوي عــن جـميل لسـاعة * * * مـن الدهـر مـا حانت ولا حان حينها
    سـواء علينـا, يـا جـميل بـن معمر, * * * إذا مــت بأســاء الحيــاة ولينهـا
    ومن أشعاره:
    تصدّ إذا ما النّاس بالقول أكثروا * * * علينا وتجري بالصّفـاء الرسائل

    فإن غفل الواشون عدنا لوصلنا * * * وعاد التّصـافي بيننا والتّراسـل

    فيا حسنها إذ يغسل الدمع كحلها * * * وإذ هي تذري الدّمع منها الأنامل

    عشيّة قالت في العتاب : قتلتني * * * وقتلـي بما قالـت هناك تحـاول

    فقلت لها: جودي! فقالت مجيبة * * * أللجدّ هذا منك أن أنـت هـازل؟

    لقد جعل الليل القصيـر لنا بِكُمْ * * * عليّ لروعات الهـوى يتطـاول

    ألا رُبَّ لاحٍ لو بلا الحبّ لم يَلُمْ * * * ولكنته من سورة الحـب جاهـل

    وله:
    أشاقتـك المعـارف والطلول * * * عَفَوْنَ وخفّ منهـنّ الحمـول

    نعم فذكـرت دنيـا قد تقضّت * * * وأيّ نعيـم دنـيـا لا يـزول

    أسائـل دار بثنـة أين حلّـت * * * كأن الـدار تخبـر ما أقـول

    فمـن هـذا يبلّغهـا رسـولاً * * * كذاك لكـل ذي حاج رسـول

    فيسألهـا وينظـر هل إليهـا * * * لخلـوة ساعـة منها سبيـل

    وقلت لها: اعتللت بغير ذنـب * * * وشرّ الناس ذو العلل البخيـل

    ففاتيني إلى حَكَـمٍ من اهلـي * * * وأهلـك لا يحيـف ولا يميـل

    فقالـت: أبتغي حكما من اهلي * * * ولا يدري بنا الواشي المحول

    فولّينـا الحكومـة ذا سجوف * * * أخـا دنيـا له طـرف كليـل

    فقلنـا: ما قضيـت به رضينا * * * وأنت بما قضيـت بـه كفيـل

    قضـاؤك نافـذ فاحكـم علينا * * * بما تهـوى ورأيـك لا يفيـل

    فقلـت لـه: قُتِلْتُ بغير جـرم * * * وغِبُّ الظلـم مرتعـه وبيـل

    فسل هذي: متى تقضي ديوني * * * وهل يقضيك ذو العلل المطول؟

    فقالـت: إن ذا كـذب وبطـل * * * وشـرّ من خصومتـه طويـل

    أأقلتـه ومـا لي من سـلاح * * * ومـا بي لـو أقاتلـه حويـل؟

    ولـم آخـذ لـه مـالا فيلفى * * * لـه ديـن علـيّ كمـا يقـول

    وعند أميـرنا حكـم وعـدل * * * ورأي بعـد ذلـكـم أصـيـل

    فقال أميـرنا: هاتوا شهـودا * * * فقلـت: شهيـدنا الملك الجليل

    فقـال يمينهـا وبذاك أقضي * * * وكـل قضائـه حسـن جميـل

    فبتّت حلفـة مـا لي لديهـا * * * نقـيـر أدّعيـه ولا فـتـيـل

    فقلت لها وقد غلب التّعزّي : * * * أما يُقضى لنا يا بثـن سـول؟

    فقالـت ثم زجّت حاجبيهـا * * * أطلت ولسـت في شيء تطيـل

    فلا يجدنّك الأعـداء عنـدي * * * فتثـكـلنـي وإيـاك الثكـول


    ابن الدمينة:
    عبدالله ابن الدمينة شاعر أموي مشهور، اسمه عبدالله بن عبيدالله الخثعمي، أمه هي الدمينة بنت حذيفة من بني سلول، وهو شاعر فارس شجاع كان جميل الخلقة فصيح اللسان شديد الغيرة. ثم إنه أحد أشهر شعراء الغزل العفيف وهو القائل:
    أُقَضي نَهاري بالحَديث وبالمُنَى
    ويَجمَعُنِي وَالهَم بِالليلِ جامعُ
    نَهَارِي نَهارُ الناسِ حَتى إِذا بَدا
    لي الليلُ هَزتنِي إِليكَ المَضاجعُ
    لَعَمرِي لقد بَرحنَ بي فوقَ ما تَرى
    وَلاقَيتُ ما لم يَلقَ منهُن تابعُ
    وقُدتُ الصبا من غيرِ فُحشٍ وقادَنِي
    كََما قِيدَ في الحَبلِ الجَنيبُ المُطاوعُ
    فَأَسلَمَني البَاكُون إِلا حَمَامةً
    مُطَوقَةً قَد صانَعت مَا أُصانعُ
    إِذا نحنُ أنفذنا الدُمُوع عَشِيةً
    فَمَوعِدُنا قَرنٌ مِنَ الشمسِ طالعُ


    وهو أحد من تيمهم الحب ففاض شعراً بذكر محبوبته وعرف عنه كثرة الغزل، مع رقة في شعرة وعذرية فطرية أملتها عليه بيئته المحافظة، كما يتبين من البيت الرابع في القصيدة أعلاه. أما جمال خلقته فقد كان جلياً واضحاً، كما قالت حبيبته أميمة فيه حين أنشدت:



    أيا حســــــن العينين أنت قتلتني
    ويا فارس الخيلين أنت شــــفائيا


    إشــــارة إلى جمال خلقته وفروسيته إذ كان فارســــاً مغواراً شديد البأس. سكن بيشة وتربة ورنيــــــة وتثليث في منطــــقة عسير اليوم ولقي مصــــــرعه غيلة في تبــــالة حوالي 031هـ. وله قصــــــائد رائعـــــة ومشـــهورة
    تغنى ابن الدمينة بقومه إذ يقول:



    وَخَثعَمُ قَومِي ما مِنَ الناسِ مَعشَرٌ
    أَعَمُ نَدى مِنهُم وَأَنَجى لِخائِفِ
    وَأَفدَى لِمَغلُولٍ وَأَوفَى بِذِمةٍ
    وَأَوقَى لِضَيمٍ عَن نَقِيلٍ مُحالِفِ
    وَأَجبَرُ لِلمَولَى إِذا رَق عَظمُهُ
    وَأَسرَعُ غَوثاً يَومَ هَيجاً لهاتفِ
    إِذا حارَبَوا شدُوا عَلَى ثَروَة العِدَى
    جِهاراً وَلَم يَغزُوا فرُودَ الخَوالِفِ
    فَإن يُسأَلوا المعروفَ لا يَبخَلُوا بِهِ
    وَلَم يَدفَعُوا طُلابهُ باِلحَسائِفِ


    عبيد الله بن قيس الرقيات:
    عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك، من بني عامر بن لؤي، ابن قيس الرقيات. شاعر قريش في العصر الأموي. كان مقيماً في المدينة. خرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان، ثم انصرف إلى الكوفة بعد مقتل ابني الزبير (مصعب وعبد الله) فأقام سنة وقصد الشام فلجأ إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فسأل عبد الملك في أمره، فأمّنه، فأقام إلى أن توفي. أكثر شعره الغزل والنسيب، وله مدح وفخر. ولقب بابن قيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة، اسم كل واحدة منهن رقية
    وكان عبيد الله يتعرض لمروان بن الحكم والي مكة، في خلافة معاوية، ويشكو من تشدده في مراقبة دور اللهو والغناء. وعندما ولي يزيد، وثار الناس في مكة على بني أمية، رحل الشاعر إلى بلاد الجزيرة. وهناك ترامت إليه أخبار"موقعة الحرَّة"، ومقتل العديد من أهله وقومه، فثار ثائره على الأمويين، ونقم على يزيد نقمة عارمة، وهو يبكي أهله و أنسباءه من قتلى" الحرة"، ويرثي لما حل بهم رثاء صادقا‍ً مليئاً بالحسرة واللوعة، كمثل قوله:

    كيـف الرقـاد وكلما هجعتْ عيـني ألمّ خيـالُ إخوِتِيَهْ

    تبكـي لـهم أسمـاء معـولة وتقـول لليلـى: وارزيَّتِيَهْ

    تبكـي بنـي عبـد وأخوتَهم حِسلاً وتنعـى لي أقارَبِيهْ

    وفي هذه القصيدة يهدد بالثأر، ويتوعد بالانتقام قائلاَ:

    والله أبــرح في مقدمـةٍ أهدي الجيوشَ عليَّ شِكَّتِيَه

    حـتى أفجِّعهـم بأخوتـهم وأسـوق نسوتهم بنسوَتِيَه



    بعد موت يزيد بن معاوية، وقيام الحرب بين القيسية واليمنية ، غادر عبد الله أرض الجزيرة، وقدم إلى فلسطين، ثم تركها إلى العراق حين ولي مصعب بن الزبير شؤونه في ظل سيادة أخيه عبد الله على الحجاز. وفي العراق اتصل ابن قيس الرقيات بمصعب وظل ملازما إياه، يمدحه ويؤيد سياسته حتى مصرعه في دير الجاثليق سنة 71 هـ (782م)، وهو يتصدى بثبات واستبسال لجيش عبد الملك بن مروان.

    حدّث محمد بن العباس اليزيدي وآخرون نقلاً عن عبد الله بن بصير مولى قيس بن عبد الله بن الزبير، عن قيس بن الرقيّات ـ وقد وصف هذه المرحلة من حياته ـ فقال:" خرجت مع مصعب بن الزبير حين بلغه شخوص عبد الملك بن مروان إليه، فلما نزل مصعب بن الزبير بمسكِن ورأى معالم الغدر ممن معه دعاني ودعا بمال ومناطق فملأ المناطق من ذلك المال . . وألبسني منها، وقال لي : انطلق حيث شئت فإني مقتول، فقلت له والله لا أريم حتى أرى سبيلك فأقمت معه حتى قتل، ثم مضيت إلى الكوفة".

    أقام عبيد الله في الكوفة متخفياً عاماً كاملاً في دار امرأة تدعى كثيرة قيل إنها أنصارية، لم تسأله ـ كما قال ـ من هو ؟ ولا هو سألها من هي؟ ولعلها هي التي ذكرها في العديد من قصائده، كمثل قوله:

    لججـت بحبـك أهل العـراقِ ولـولا كثـيرةُ لم تلْجـجِ

    فليـت كثيـرةَ لم ألقـهـا كثـيرةَ أخـت بني الخـزرجِ

    ومـا كلَّمتْنــا و لكنهـا جَلَتْ فِلْقـةَ القمـر الأبـلجِ

    حين ترك عبيد الله بيت المرأة الكوفية قدم المدينة المنورة وجاء دار عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وحين آنس منه خلوة دخل عليه وكشف له عن وجهه وقال له: جئتك عائذاً بك، فقال له: ويحك ما أجدّهم في طلبك وأحرصهم على الظفر بك ولكني سأكتب إلى أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان فهي زوجة الوليد بن عبد الملك، وعبد الملك أرق شيء عليها. فكتب إليها يسألها أن تشفع له إلى عمها وكتب إلى أبيها يسأله أن يكتب إليها كتاباً يسألها الشفاعة".

    . . ويفوز ابن قيس الرقيّات ـ بفضل تلك المساعي والشفاعات ـ بعفو عبد الملك، ويمثل الشاعر بين يدي الخليفة بعد أن أذن له ويقول في مديحه:

    يعتدل ُ التـاج ُ فوقَ مفرقهِ على جبين كأنـه الذهبُ

    ويقول له عبد الملك: يا ابن قيس تمدحني بالتاج كأني من العجم وتقول في مصعب:

    إنما مصعب شهـابٌ من اللـ ـه تجلت عن وجهه الظلماءُ

    ملكه ملك عزة ليس فيه جبـروت ولا بـه كبـريـاءُ

    ويردف: أما الأمان فقد سبق لك، ولك والله لا تأخذ مع المسلمين عطاء أبداً.



    هكذا تقرب ابن قيس الرقيات من بني أمية إثر نقمته عليهم بسبب وقعة الحرة، بعد أن محض الزبيريين ولاءه ووده، ولكن صلته بعبد الملك لم تكن وطيدة، إذ كان أوثق علاقة بأخيه بشر بن مروان والي العراق الذي أنعم عليه بالرعاية ولم يحرمه مالاً أو عطاء.

    ولعل خوف الشاعر من تألب عبد الملك بن مروان هو الذي حثه على أن يشد الرحال إلى مصر ليمدح عبد العزيز بن مروان الذي كان يتطلع إلى الخلافة. وغضب عبد الملك ثانية من ابن قيس الرقيّات لأنه شعر بوقوفه إلى جانب رغائب أخيه عبد العزيز في الوقت الذي كان الخليفة يهيئ فيه ابنه الوليد ليخلفه. ولم يجد عبيد الله مفراً من نفي ما وصل إلى مسامع عبد الملك في الشام حول هذه المسألة حرصاً على سلامته، ودفعاً للوعيد وسوء العاقبة.



    استمرت حياة عبيد الله الرقيّات عرضة لمخاطر السياسة في مرحلة اتصاله بالأمويين، كما في مرحلة اتصاله بالزبيريين ومع أنه جهد في مدح بني أمية لينتزع شأفة غضبهم، لكنه لم يكن مخلصاً في مدائحه هذه إخلاصه في مدائحه الزبيرية ولا سيما ما قاله في مصعب بن الزبير، وقصائده فيه دليل صارخ على ذلك.

    وانتهت حياة شاعرنا القرشي في أواخر خلافة عبد الملك بن مروان سنة 84 هـ وبداية خلافة ابنه الوليد، سنة 87 هـ، ولم يتفق المؤرخون على تحديد سنة وفاته بين هذين التاريخين شأنهم في ذلك كمثلهم في العديد من الأحداث والأمور المتصلة بهاتيك الحقب التاريخية

    والى اللقاء مع بقية شعراء العصر الاموي للتعريف بهم

    ذو الرمة

    ليلى الأخيلية

    أبو النجم العجلي

    عبد الرحمن بن حسان بن ثابت

    يزيد بن مفرغ الحميري

    الطرماح

    معاوية بن أبي سفيان

    عدي بن الرقاع

    أبو الشمقمق

    يزيد بن معاوية

    الحسين بن علي بن ابي طالب

    الحارث المخزومي

    أبو دهبل الجمحي

    الصمة بن عبد الله القشيري

    عبيد بن أيوب العنبري

    وضاح اليمن

    ثابت قطنة

    مالك بن الريب


    سراقة البارقي

    سُوَيدِ بنِ كِراع

    طهمان بن عمرو الكلابي

    المقنع الكندي

    قطري بن الفجاءة

    جمع أسعد الحمدان

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 1:58 pm