توكيدُ الأفعالِ بالنونِ
الايضاح
النون التي يؤكَّدُ بها الفعل نوعان : نونٌ ثقيلةٌ ) أي مشدَّدة ( ، ونونُ خفيفةٌ ) أي غيرُ مشدَّدة ( ، وقد
اجتمعت هاتان النونانِ في قوله تعالى :ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكوننا من الصاغرين
كما سبق أن عرفنا .
وليست الأفعال كلُّها على سواء في التوكيد بالنون، فإننا إذا تأملنا الآية في المجموعة )أ(، وجدنا
الأفعال الملونة فيها، أفعالًا ماضية، وهي : ) قالَ و أشركَ و شاءَ وعبدَ ( ولا نجد فيها فع واحدًا قد أكِّدَ
بالنون، ولذلك يمكن القول إن الفعل الماضي لا يؤكَّدُ بالنون مطلقًا .
أما إذا تأملنا أمثلة المجموعة ) ب ( ، فإننا نجد الكلمات الملونة أفعالًا للأمر، وهي : )تصدقْ،
وساعدْ( وإذا نظرنا إليها عرفنا أنها أُكِّدَتْ بالنون تارة، وخَلَتْ من هذا التوكيد تارة أخرى، ففعل الأمر إذن
يجوز توكيدُه وعدم توكيدِهِ.
أما الأفعال الملونة في أمثلة المجموعة ) ج ( فهي كلها - كما نرى - أفعال مضارعة، وقد وردت
مؤكَّدة بالنون تارة، وغير مؤكدة بها تارة أخرى، وإذا تأملنا هذه الأفعال، وجدنا بعضها واقعًا بعد ما يفيد
الطلب، وهو لام الأمر في المثال الرابع : ) لتحذرنّ (، والنهي في المثال الخامس : ) لا تصاحبنَّ (،
والاستفهام في المثال السادس : ) هل تنصرنّ (، والعرض في المثال السابع : ) أ تعينَنَّ (، والتحضيض
في المثال الثامن : ) ه تأخذنَّ (، والتمنِّي في المثال التاسع : ) ليتك تسمعنَّ (. كما نجد بعضها واقعًا بعد
) لا ( النافية، كما في المثال العاشر : ) لا أَرضََيَنَّ (، أو بعد ) إمَّا ( الشرطية، كما في المثال الحادي عشر
) إمّا تحذرنَّ (. وهذا كله يعني أن الفعل المضارع إذا وقع بعد ما يفيد الطلب، أو بعد ) لا ( النافية، أو إمَّا
الشرطية، فإنه يجوز أن يؤكَّد بالنون وألَّا يؤكَّد.
أما الأفعال الملونة في أمثلة المجموعة ) د (، فهي أفعال مضارعة كذلك ، وقد وردت كلها مؤكدة
بالنون، وإذا تأملناها وجدناها كلَّها واقعة في جواب القسم، وهي مثبتة، وغير منفية، ودالة على الزمن
المستقبل، كما أنها غير مفصولة من لام القسم بأي فاصل ، ولذلك يمكن القول إن الفعل المضارع إذا
وقع جوابًا للقسم ، واستوفى هذه الشروط ، وجب أن يؤكَّدَ بالنون .
الايضاح
النون التي يؤكَّدُ بها الفعل نوعان : نونٌ ثقيلةٌ ) أي مشدَّدة ( ، ونونُ خفيفةٌ ) أي غيرُ مشدَّدة ( ، وقد
اجتمعت هاتان النونانِ في قوله تعالى :ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكوننا من الصاغرين
كما سبق أن عرفنا .
وليست الأفعال كلُّها على سواء في التوكيد بالنون، فإننا إذا تأملنا الآية في المجموعة )أ(، وجدنا
الأفعال الملونة فيها، أفعالًا ماضية، وهي : ) قالَ و أشركَ و شاءَ وعبدَ ( ولا نجد فيها فع واحدًا قد أكِّدَ
بالنون، ولذلك يمكن القول إن الفعل الماضي لا يؤكَّدُ بالنون مطلقًا .
أما إذا تأملنا أمثلة المجموعة ) ب ( ، فإننا نجد الكلمات الملونة أفعالًا للأمر، وهي : )تصدقْ،
وساعدْ( وإذا نظرنا إليها عرفنا أنها أُكِّدَتْ بالنون تارة، وخَلَتْ من هذا التوكيد تارة أخرى، ففعل الأمر إذن
يجوز توكيدُه وعدم توكيدِهِ.
أما الأفعال الملونة في أمثلة المجموعة ) ج ( فهي كلها - كما نرى - أفعال مضارعة، وقد وردت
مؤكَّدة بالنون تارة، وغير مؤكدة بها تارة أخرى، وإذا تأملنا هذه الأفعال، وجدنا بعضها واقعًا بعد ما يفيد
الطلب، وهو لام الأمر في المثال الرابع : ) لتحذرنّ (، والنهي في المثال الخامس : ) لا تصاحبنَّ (،
والاستفهام في المثال السادس : ) هل تنصرنّ (، والعرض في المثال السابع : ) أ تعينَنَّ (، والتحضيض
في المثال الثامن : ) ه تأخذنَّ (، والتمنِّي في المثال التاسع : ) ليتك تسمعنَّ (. كما نجد بعضها واقعًا بعد
) لا ( النافية، كما في المثال العاشر : ) لا أَرضََيَنَّ (، أو بعد ) إمَّا ( الشرطية، كما في المثال الحادي عشر
) إمّا تحذرنَّ (. وهذا كله يعني أن الفعل المضارع إذا وقع بعد ما يفيد الطلب، أو بعد ) لا ( النافية، أو إمَّا
الشرطية، فإنه يجوز أن يؤكَّد بالنون وألَّا يؤكَّد.
أما الأفعال الملونة في أمثلة المجموعة ) د (، فهي أفعال مضارعة كذلك ، وقد وردت كلها مؤكدة
بالنون، وإذا تأملناها وجدناها كلَّها واقعة في جواب القسم، وهي مثبتة، وغير منفية، ودالة على الزمن
المستقبل، كما أنها غير مفصولة من لام القسم بأي فاصل ، ولذلك يمكن القول إن الفعل المضارع إذا
وقع جوابًا للقسم ، واستوفى هذه الشروط ، وجب أن يؤكَّدَ بالنون .
القاعدة
١ - الفعلُ الماضِي يمتنعُ توكيدُهُ بالنونِ مطلقًا .
٢ - فعلُ الأمرِ يجوزُ توكيدُهُ بالنونِ مطلقًا .
٣ - الفعلُ المضارعُ ينقسمُ من حيثُ توكيدُهُ إِلى ثلاثةِ أقسامٍ :
) أ ( قسمٍ يجوزُ توكيدُهُ، وهوَ ما وقعَ بعدَ طلبٍ ، أو ) لا ( النافيةِ ، أو ) إِمَّا ( الشرطيةِ .
)ب( قسمٍ يجبُ توكيدُهُ، وهوَ ما وقعَ جوابًا لقسمٍ ، وكان مُثْبَتًا، مُسْتَقْبَ ،ًال غيرَ
مفصولٍ من لامِهِ بفاصلٍ .
)ج( قسْمٍ يمتنعُ توكيدُهُ، وهو ما وقع جوابًا لِقَسَمٍ، وكان منفيًّا، أو حاليًّا، أو مفصولًا
عن لامهِ بفاصلٍ. وكذا إِذا لمْ يكُنْ جواباً لِقَسمٍ، ولمْ يَكُنْ مِمَّا يجوزُ فيهِ التوكيدُ .
عمل الطالب : عبد المحسن زبيدي