للشاعرعَبْدَةُ بن الطبيب بن عمرو بن وعلة بن أنس
وهوشاعر مجيد ليس بالمكثر ، وهو مخضرم أدرك الإسلام فأسلم
شهد مع المثنى بن حارثة قتال هرمز سنة 13هـ
أبَنِي إني قـــد كَـــبــــرتُ ورابــني ** بــصـــري ، وفيَّ لِمصلحٍ مستمتعُ
فلئن هَلَكتُ لقد بنيتُ مســــــاعياً ** تبقى لكـــــم مــــنها مــــــآثر أربعُ
ذِكـــرٌ إذا ذُكِـــــرَ الكــــــرام يزينكم ** ووِِراثَةُ الحـــســــــب المُقَدَّمٍ تنفعُ
ومـــقـــــام أيــــام لهن فــضـــــيلةٌ ** عــــــند الحـفِيظة والمجامع تجمعُ
ولُهــىً من الكسـب الذي يغنيكم ** يوماً إذا احـتصـــر النفوس المطمع
ونصــــيحة في الصــدر صادرةٌ لكم ** مـــادمت أبصرُ في الرجال وأسمعُ
أوصيـــكم بــتـــقـــى الإله فـــــإنه ** يعــــطي الرغائب من يشاء ويمنعُ
وبـــبـــر والدكـــــم وطــــاعة أمـره ** إن الأبـــــر من البنين الأطــــــــوعُ
إن الكـــــــبير إذا عـصــــــاه أهــلُهُ ** ضــــــــاقـــــت يداه بأمره ما يصنعُ
ودعوا الضغـينة لا تكن من شأنكم ** إن الضــــغــــــائن للقــــرابة تُوضَع
واعصوا الذي يزجي النمائم بينكم ** متنصــــحـــاً ، ذاك السِّمام المُنقَع
يزجـــي عــقــاربه ليبــعــث بينكم ** حـــرباً كـــمـا بعث العُرُوقَ الأخدع
حـــــران لا يشــــفـي غليل فؤادهِ ** عَــسَـــلٌ بماءٍ في الإناء مشعشعُ
لا تأمــنــوا قــومــاً يشب صــبـيهم ** بين القـــوافـــل بالعـــداوة ينشــع
فَضِلَتْ عــــــداوتهم على أحلامهم ** وأبت ضباب صـــــــــدورهم لا تنزع
قومٌ إذا دمس الظـــــــــلام عليهم ** حــدجـــوا قــنــافـذ بالنميمة تمزعُ
أمـــثال زيدٍ حــــين أفسـد رهطه ** حــــتى تشــــتت أمرهم فتصدعوا
إن الذين ترونـــهــــم إخـــوانــكــم ** يشفي غليل صُدورهم أن تُصرعوا
ولقد عـــلمت بأن قصـــــري حفرة ** غـــبــراء يـحــمـلني إليها شــرجع
فبكــى بناتي شجــوهن وزوجتي ** والأقــــربون إلي ، ثم تصــــدعـــوا
وتُرِكت في غـــبـــراء يُكـــرَهُ وٍردها ** تســـفـــي علي الريح حـين أودعُ
فإذا مضـــيت إلى سبيلي فابعثوا ** رجـــلاً له قـــلـــبٌ حــــديدٌ أصـمعُ
إن الحــــوادث يخــــترمـــن ، وإنما ** عــــمـر الفتى في إهله مستودعُ
يســعى ويجــمع جاهداً مستهتراً ** جــــداً ، وليس بآكــــل ما يجــمـع
حــــتى إذا وافـــى الحِــمام لوقته ** ولكل جـــنب لا محــــالة مصــــرع
نبذوا إليه بالســـــــــلام فلم يجب ** إحـــداً وصَمَّ عن الدعــــاء الأسمع