ARBTECH

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اللغة العربية للكلية التقنية بجدة


    البلاغة العربية

    avatar
    نواف الصاعدي


    عدد المساهمات : 6
    نقاط : 27
    تاريخ التسجيل : 12/03/2010

    البلاغة العربية Empty البلاغة العربية

    مُساهمة  نواف الصاعدي الجمعة مارس 12, 2010 10:02 pm

    البلاغة العربـيـة

    1 – الفَصَاحَـةُ :/
    أ - تعريفها :/
    الفصاحة هي الظهور و البيان ، تقول : أفصح الصبح : إذا ظهر ، و أفصح عمّا في نفسه : إذا أظهره . و الكلام الفصيح ما كان واضح
    المعنى ، سهل اللفظ . و الذوق السليم هو العمدة في معرفة حسن الكلمات ، و تميّز ما فيها من وجوه البشاعة ، و مظاهر الاستكراه .
    قال الله تعالى حاكيا قول موسى عليه السّلام و هو يخاطب ربّه : ( و أخي هارون هو أفصح منّي لسانا ) أي أبين مني منطلقا، و أظهـر مني قولا .
    ب – شروطها :/
    اشترط البلاغيون كي يكون التعبير فصيحا شروطا في اللفظ و أخرى في الكلام .
    أما شروط اللفظ ( المفرد ) فتنحصر في أمور ثلاثة هي :
    1 – سلامة الكلمة من تنافر الحروف الذي يسبّب ثقلها على السمع ، وصعوبة أدائها باللسان . مثال ذلك قول الأعرابي : تركت ناقتي ترعى الهُعْخُع ( الكلأ و العشب ) .
    تنبيه :/ قد تكون الكلمة أحيانا غير فصيحة و هذا في منطق البلاغيين ، و هي الفصاحة بعينها في منطق التصوير الفني و التعبير الرّفيع إذ لا تكون فصاحة الكلمة إلاّ إذا وقعت في موقعها المناسب ، و أدّت الغاية منها . و هاكَ مثالا على ذلك ، قوله تعالى : ( يا أيّها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثّاقلتم إلى الأرض ) و قوله أيضا Sadو إنَّ منكم لمن ليبطئنَّ ) فانظر كيف دلّت تلك الكلمة الثقيلة على المعنى المراد بيانه ، فِثقل العبارة معبّر بحق على ثقل أولئك الموصوفين : و هذا عين الفصاحة .
    2 – سلامة اللفظ من الغرابة ، بمعنى ألاّ يكون للكلمة الواحدة أكثر من معنى واحد من حيث يصعب التمييز بين تلك المعاني المختلـفة
    حسب السياق ، و هو ما يوقع في الالتباس و الغموض .
    3 – سلامة الكلمة من مخالفة القياس ، إذ يجب أن تكون كل كلمة جارية على القياس الصرفي و أسس اللغة العربية . مثال المخالفة :
    الحمد لله العليّ الأجلل :: الواهب الفضل الوهوب المجزل . [ فالواجب أن يقول : الأجلّ ، لأنّ العربية تفرض ذلك ] .
    أمّا فصاحة الكلام ( التركيب ) فتكون بشروط ثلاثة هي :
    1 – سلامة التركيب من تنافر الكلمات الذي يسبّب ثقلها على السمع و صعوبة أدائها باللسان . مثاله قول الشاعر :
    و قبر حرب بمكان قفر :: و ليس قرب قبر حرب قبر .
    2 – سلامة الجملة من ضعف التأليف و خروجه عن قواعد اللغة ، كرجوع الضمير على متاخّر لفظا و رتبة :
    و لو أنّ مجدا أخلد الدهر واحدا :: من الناس أبقى مجدُه الدهر مطعما ( فالضمير في :" مجده " عائد على مطعما ) .
    أو بتكرار ما لا فائدة من ورائه : و أزور من كان له زائرا :: و عاف عافي العرف عرفانـه
    3 – سلامة التركيب من التعقيد ،و التعقيد أن يكون الكلام خفي الدّلالة على المعنى المراد بسبب تأخّر الكلمات أو تقدّمها عن مواطنها
    الأصلية ، أو باستعمال كلمات في غير معانيها الحقيقية ، فيضطرب التعبير ، و يلتبس الأمر على السامع .
    أنّى يكون أبا البريّة آدم :: و أبوك و الثقلان أنت محمد
    ---------------------------------------
    2 – البَلاَغَــةُ :/
    أ – البلاغة مأخوذة من قولهم : بلغتُ الغاية ، إذا انتهيتُ إليها و بلّغتها غيري ، و بلغ : بمعنى وصل إليه مكانا كان أو زمانا ، أو غيرهما
    حسيّا أو معنويّا ( فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما ) . و المبالغة في الأمر : أن تبلغ فيه جهدك ، و تنتهي إلى غايته ( بالغ في الاستنشاق إلاّ أن تكون صائما ) .
    ب – سمّيت البلاغة بلاغة لأنّها تنهي المعنى إلى قلب سامعه فيفهمه ، و هي بعبارة أخرى : الوصول إلى منتهى القوّة .
    ج – و البلاغة هي تأدية المعنى الجليل واضحا بعبارة صحيحة فصيحة لها في النفس أثر خلاّب ( فأعرض عنهم و عظهـم و قل لهـم في أنفسهم قولا بلبغا ) ، و يكون ذلك بوضع الكلام في موضعه من طول و إيجاز حسب ما يقتضيه الحال ، تأمّل مثلا في جواب موسى عليه السّلام حينما سأله ربّه عمّا في يده ، فقال : ( و ما تلك بيمينك يا موسى ؟ قال : هي عصاي ) و كان يحسن له الوقوف عند هذا الحدّ ، و لكن جلالة الموقف و عظمة المخاطِب جعلت المخاطَب يطنب في الجواب ، فقال ( أتوكأ عليها و أهشّ بها على غنمي و لي فيها مآرب أخرى ) .
    د – للبلاغة عنصران اثنان هما : لفظ و معنى ، و تأليف للألفاظ ، ثمّ دقّة في اختيار الكلمات و الأساليب على حسب مواطن الكـلام ،
    فرُبّ كلمة حسنت في موطن ، ثمّ كانت مستكرهة في غيره .
    تنبيه :/ ذهب بعض البلاغيين إلى أنّ عنصر البلاغة الأوحد هو اللفظ ، و رأى غيرهم أنّ المعنى هو الأساس فيها .و الصحيح الذي عليه الأكثرون : أنّ البلاغة هي توحيد بين اللفظ و المعنى ، و هما كالجسد و الروح المتكامِلَيْنِ ، إذا أصاب الحيف أحدهما اشتكى له الثاني و تداعى ، فالكلام إذا كائن حيّ : روحه المعنى ، و جسمه اللفظ . فإذا انفصلا : أصبح الروح نَفَسا لا يتمثّل ، و الجسم جمادا لا يُحِسُّ
    3 – بَيْنَ الفَصَاحَةِ و البَلاَغَـة :/
    أ – الفصاحة و البلاغة ترجعان إلى معنًى واحدٍ و إن اختلف أصلهما ، لأنّ كلّ واحد منهما يدلّ على الإبانة عن المعنى و إظهاره .
    ب – فالبلاغة هي الفصاحة ، و إن كان بينهما عموم و خصوص مطلق ، فالفصاحة أعمّ و البلاغة أخصّ ، فكلّ فصيح بليغ ، و ليـس كلّ بليغ فصيح .
    ج – و الخلاصة أنّ الفصاحة يوصف بها اللفظ المفرد و الكلام و المتكلّم ، فيقال : لفظة فصيحة ، و كلام فصيح ، و رجل فصيح . أما البلاغة فمن صفة الكلام فقط ، لا من صفة المتكلّم ، فيقال : كلام بليغ ( قل فللّه الحجة البالغة ) ( حكمة بالغة ) .
    تنبيه :/ إن جاز وصف المتكلّم بالبلاغة ، فمن باب التوسعة ، فيقال : رجل بليغ .

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 5:23 am