من بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن الكريم ..
________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه وقفة مع بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن الكريم ، أتمنى أن تجود المشاركات بمثل هذه الوقفات ..
قال الله - تعالى - : ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ) ( الأنعام /151).
وقال - عز من قائل - : ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ) ( الإسراء /31).
قدم السياق القرآني وعد الله - تعالى - بالرزق للآباء على وعده بالرزق للأبناء في الأنعام ، وفي الإسراء بالعكس ، فما الغاية ؟
الخطاب في الأنعام موجه للفقراء ؛ بدليل قوله : ( من إملاق ) أي : من فقر ، فاقتضت البلاغة تقديم وعد الآباء المملقين بما يغنيهم من الرزق ، فرزقهم أولاً أهم عندهم من رزق أبنائهم ، واقتضت البلاغة تكميل المعنى بعِدة الأبناء بعد عِدة الآباء؛ ليكمل سكون النفس ، ولم يبق لها تعلق بشيء .
والخطاب في الإسراء موجه للأغنياء ؛ بدليل : ( خشية إملاق ) ؛ فإنه لا يخشى الفقر إلا الغني ، أما الفقير ففقره حاصل ، فاقتضت البلاغة تقديمَ وعد الأبناء بالرزق ؛ ليشير هذا التقديم إلى أنه - سبحانه - هو الذي يرزق الأبناء ليزول ما توهّم الأغنياء من أنهم بإنفاقهم على الأبناء يصيرون إلى الفقر بعد الغنى ، ثم كمّل الطمأنينة بعِدتهم بالرزق بعد عِدة أبنائهم .
إذن .. مدار اختلاف النظم عائد - بالدرجة الأولى - إلى اختلاف توجيه الخطاب في كل من الآيتين الكريمتين
________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه وقفة مع بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن الكريم ، أتمنى أن تجود المشاركات بمثل هذه الوقفات ..
قال الله - تعالى - : ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ) ( الأنعام /151).
وقال - عز من قائل - : ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ) ( الإسراء /31).
قدم السياق القرآني وعد الله - تعالى - بالرزق للآباء على وعده بالرزق للأبناء في الأنعام ، وفي الإسراء بالعكس ، فما الغاية ؟
الخطاب في الأنعام موجه للفقراء ؛ بدليل قوله : ( من إملاق ) أي : من فقر ، فاقتضت البلاغة تقديم وعد الآباء المملقين بما يغنيهم من الرزق ، فرزقهم أولاً أهم عندهم من رزق أبنائهم ، واقتضت البلاغة تكميل المعنى بعِدة الأبناء بعد عِدة الآباء؛ ليكمل سكون النفس ، ولم يبق لها تعلق بشيء .
والخطاب في الإسراء موجه للأغنياء ؛ بدليل : ( خشية إملاق ) ؛ فإنه لا يخشى الفقر إلا الغني ، أما الفقير ففقره حاصل ، فاقتضت البلاغة تقديمَ وعد الأبناء بالرزق ؛ ليشير هذا التقديم إلى أنه - سبحانه - هو الذي يرزق الأبناء ليزول ما توهّم الأغنياء من أنهم بإنفاقهم على الأبناء يصيرون إلى الفقر بعد الغنى ، ثم كمّل الطمأنينة بعِدتهم بالرزق بعد عِدة أبنائهم .
إذن .. مدار اختلاف النظم عائد - بالدرجة الأولى - إلى اختلاف توجيه الخطاب في كل من الآيتين الكريمتين