الفصاحة والبلاغة لغةً واصطلاحًا
البلاغـــــة لغة:
لغة: الوصول والانتهاء إلى الشيء يقال بلغ فلان مراده إذا انتهى إليه . قال تعالى: " (ولّما بلغ اشدَّه) أي : وصل ، وبلغ الراكب المدينة : إذا وصل إليها ، ومبلغ الشيء : منتهاه .
وعرفها ابن المقفع قائلا: " البلاغة اسم جامع لمعان تجري في وجوه كثيرة، فمنها ما يكون في الاستماع، ومنها ما يكون في الإشارة ومنها ما يكون في الاحتجاج ، ومنها ما يكون جوابا ، ومنها ما يكون شعرا، ومنها ما يكون سجعا وخطبا، ومنها ما يكون رسائل . فعامة ما يكون من هذه الأبواب الوحي منها، والإشارة إلى المعنى والإيجاز هو: البلاغة.
وتنبه عبد القاهر الجرجاني في كتابه" دلائل الإعجاز" إلى العلاقة الوثيقة بين الألفاظ والمعاني، فرأى أن البلاغة أو الجمال الفني، ليس في الألفاظ والمعاني ، ورآها في التراكيب، أو في العلاقة القائمة بين الألفاظ في العبارات ، وما ينتج من هذه العلاقات من معان، وقد سمَّى عبد القاهر هذه العلاقات " النظم"
وقد تناول بعض الدارسين المُحدثين مفهوم البلاغة من حيث الاصطلاح، فقالوا: " أما البلاغة فهي تأدية المعنى الجليل بعبارة صحيحة، لها في النفس أثر خلاب مع ملاءمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه، والأشخاص الذين يُخاطبون.
اصطلاحاً : هي مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال . أو هي سوق الكلام الفصيح على مقتضى الحال بحسب المقامات.
تعريف الفصاحة لغةً واصطلاحاً :
الفصاحة لغة: تطلق الفصاحة في اللفظ على معانٍ كثيرة منها: البيان ، والظهور ، والانكشاف ، ومنه قال عز وجل: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي } القصص ( آية : 34 ) . أي : أبين مني منطقا ، وأظهر مني قولا.
يقال : أفصح الصبي في منطقة، إذا بان وظهر كلامة
وقالت العرب: أفصح الصبح : إذا أضاء
وأفصح الأعجمي : إذا أبان بعد أن لم يكن يفصح ويبين.
الفصاحة في الاصطلاح: هي الألفاظ البينة الظاهرة المتبادرة إلى الفهم، والمأنوسة الاستعمال لمكان حسنها، وهي تقع وصفا للكلمة ، أو الكلام والمتكلم. ومعظم علماء البلاغة لا يفرقون بين البلاغة والفصاحة بل يستعملونهما استعمالا الشيئين المترادفين على معنى واحد في تسوية الحكم بينهما، ومن هؤلاء العسكري في "الصناعتين"، والفخر الرازي في " نهاية الإيجاز"
ويشهد لذلك قول الجوهري في "الصحاح " : الفصاحة البلاغة. على أن معظمهم يرى أن الفصاحة : صفة اللفظ، وأن البلاغة: صفة للمعنى مع اللفظ، والمعنى أن الكلام لا يكون بليغا إلا إذا كان فصيحا في الوقت نفسه. فلا بد لأي كلام بليغ أن تكون ألفاظه فصيحة، وقد يكون الكلام فصيحا وهو غير بليغ إذا لم تتناسب الكلمات الفصيحة مع المقام الذي قيلت فيه.
ما هي شروط اللفظة الفصيحة ؟
أورد العلماء شروطا ينبغي توافرها في اللفظة الواحدة حتى تكون فصيحة ومن هذه الشروط:
أن تكون الكلمة متباعدة المخارج.
أن تكون الكلمة الفصيحة غير متوعرة
ألا تكون من الفاظ العامة.
العيوب التي سجلت على الكلمة المفردة:
العيب الأول
1- تنافر الحروف فيها:
كيف يكون تنافر الحروف ؟
يكون بتتابع الحروف المتقاربة في المخارج
فتكون الكلمة متناهية في الثقل على اللسان ويكون نطقهاعسيرا .
مثال ذلك :
أ - ( روي أن أعرابياً سُئِلَ عن ناقته فقال : تركتها ترعى الهعخع)
ب - وقول امرؤ القيس :
غدائره مستشزراتٌ إلى العُلا ... تضِلُّ العقاص في مُثنَّ ومرسل
نلاحظ الثقل في : ( الهعخع - مستشزرات ) وصعوبة النطق بهما
لذا فهما كلمتان خارجتان عن الفصاحة
الغدائر: جمع الغديرة، وهي الخصلة من الشَّعر
الاسشئزار: الارتفاع
العقيصة: الخُصلة من الشَّعر والجمع عقص وعقائص وعِقاص
يقول: ذوائبها وغدائرها مرفوعات إلى فوق ، يراد بها شدّها على الرأس بخيوط ثم قال: تغيب تعاقيصها في شعرها بعضه مثنى وبعضه مرسل.
العيب الثاني : الغرابة في الاستعمال
بحيث تكون الكلمة وحشية لا يتضح معناها الا بعد النظر في كتب اللغة .
مثال :
في ما يروى عن عيسى بن عمر النحوي أنه سقط عن حمار فاجتمع عليه الناس فقال لهم :
ما لكم تكأكأتم عليَّ تكأكؤكم على ذي جِنَّة ؟! افرنقعوا عني ! .
بالتأكيد لم يتضح لكم معنى هذا الكلام
ومن ذلك أيضا استخدام كلمة" عُسْلوج" بدل " غصن" و " حَقلد " بدل " البخيل
* تكأكأتم: اجتمعتم * ذي جِنَّة : جنون * افرنقعوا: انصرفوا
ومعنى هذا الكلام :
ما لكم اجتمعتم عليَّ اجتماعكم على مجنون ؟ تنحَّوا عنّي !
فالكلمتان : ( تكأكأ – افرنقع ) كلمتان خارجتان عن الفصاحة لغرابتهما .
العيب الثالث : مخالفة القياس:
أي مخالفتها للقواعد النحويَّة أو الصرفيَّة أو غيرها من قواعد اللغة،
ومثال ذلك: قول الراجز أبي النجم
الحمد لله العليِّ الأجلل.....الواحد الفرد القديم الأول
فكلمة الأجلل هنا خرجت عن القياس
إذ أن الصواب أن يُقال : ( الأجلّ ) بالإدغام ولا مسوِّغ لفكه .
العيب الرابع : الكراهة في السمع
بأن تكون الكلمة ممجوجة ، ينفر منها السامع
مثل قول المتنبي :
كريم الجرشي شريف النسب
(كريم الجرشي : أي كريم النفس )
فكلمة الجرشي كلمة تستثقلها الأسماع لذا هي كلمة خارجة عن الفصاحة
البلاغـــــة لغة:
لغة: الوصول والانتهاء إلى الشيء يقال بلغ فلان مراده إذا انتهى إليه . قال تعالى: " (ولّما بلغ اشدَّه) أي : وصل ، وبلغ الراكب المدينة : إذا وصل إليها ، ومبلغ الشيء : منتهاه .
وعرفها ابن المقفع قائلا: " البلاغة اسم جامع لمعان تجري في وجوه كثيرة، فمنها ما يكون في الاستماع، ومنها ما يكون في الإشارة ومنها ما يكون في الاحتجاج ، ومنها ما يكون جوابا ، ومنها ما يكون شعرا، ومنها ما يكون سجعا وخطبا، ومنها ما يكون رسائل . فعامة ما يكون من هذه الأبواب الوحي منها، والإشارة إلى المعنى والإيجاز هو: البلاغة.
وتنبه عبد القاهر الجرجاني في كتابه" دلائل الإعجاز" إلى العلاقة الوثيقة بين الألفاظ والمعاني، فرأى أن البلاغة أو الجمال الفني، ليس في الألفاظ والمعاني ، ورآها في التراكيب، أو في العلاقة القائمة بين الألفاظ في العبارات ، وما ينتج من هذه العلاقات من معان، وقد سمَّى عبد القاهر هذه العلاقات " النظم"
وقد تناول بعض الدارسين المُحدثين مفهوم البلاغة من حيث الاصطلاح، فقالوا: " أما البلاغة فهي تأدية المعنى الجليل بعبارة صحيحة، لها في النفس أثر خلاب مع ملاءمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه، والأشخاص الذين يُخاطبون.
اصطلاحاً : هي مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال . أو هي سوق الكلام الفصيح على مقتضى الحال بحسب المقامات.
تعريف الفصاحة لغةً واصطلاحاً :
الفصاحة لغة: تطلق الفصاحة في اللفظ على معانٍ كثيرة منها: البيان ، والظهور ، والانكشاف ، ومنه قال عز وجل: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي } القصص ( آية : 34 ) . أي : أبين مني منطقا ، وأظهر مني قولا.
يقال : أفصح الصبي في منطقة، إذا بان وظهر كلامة
وقالت العرب: أفصح الصبح : إذا أضاء
وأفصح الأعجمي : إذا أبان بعد أن لم يكن يفصح ويبين.
الفصاحة في الاصطلاح: هي الألفاظ البينة الظاهرة المتبادرة إلى الفهم، والمأنوسة الاستعمال لمكان حسنها، وهي تقع وصفا للكلمة ، أو الكلام والمتكلم. ومعظم علماء البلاغة لا يفرقون بين البلاغة والفصاحة بل يستعملونهما استعمالا الشيئين المترادفين على معنى واحد في تسوية الحكم بينهما، ومن هؤلاء العسكري في "الصناعتين"، والفخر الرازي في " نهاية الإيجاز"
ويشهد لذلك قول الجوهري في "الصحاح " : الفصاحة البلاغة. على أن معظمهم يرى أن الفصاحة : صفة اللفظ، وأن البلاغة: صفة للمعنى مع اللفظ، والمعنى أن الكلام لا يكون بليغا إلا إذا كان فصيحا في الوقت نفسه. فلا بد لأي كلام بليغ أن تكون ألفاظه فصيحة، وقد يكون الكلام فصيحا وهو غير بليغ إذا لم تتناسب الكلمات الفصيحة مع المقام الذي قيلت فيه.
ما هي شروط اللفظة الفصيحة ؟
أورد العلماء شروطا ينبغي توافرها في اللفظة الواحدة حتى تكون فصيحة ومن هذه الشروط:
أن تكون الكلمة متباعدة المخارج.
أن تكون الكلمة الفصيحة غير متوعرة
ألا تكون من الفاظ العامة.
العيوب التي سجلت على الكلمة المفردة:
العيب الأول
1- تنافر الحروف فيها:
كيف يكون تنافر الحروف ؟
يكون بتتابع الحروف المتقاربة في المخارج
فتكون الكلمة متناهية في الثقل على اللسان ويكون نطقهاعسيرا .
مثال ذلك :
أ - ( روي أن أعرابياً سُئِلَ عن ناقته فقال : تركتها ترعى الهعخع)
ب - وقول امرؤ القيس :
غدائره مستشزراتٌ إلى العُلا ... تضِلُّ العقاص في مُثنَّ ومرسل
نلاحظ الثقل في : ( الهعخع - مستشزرات ) وصعوبة النطق بهما
لذا فهما كلمتان خارجتان عن الفصاحة
الغدائر: جمع الغديرة، وهي الخصلة من الشَّعر
الاسشئزار: الارتفاع
العقيصة: الخُصلة من الشَّعر والجمع عقص وعقائص وعِقاص
يقول: ذوائبها وغدائرها مرفوعات إلى فوق ، يراد بها شدّها على الرأس بخيوط ثم قال: تغيب تعاقيصها في شعرها بعضه مثنى وبعضه مرسل.
العيب الثاني : الغرابة في الاستعمال
بحيث تكون الكلمة وحشية لا يتضح معناها الا بعد النظر في كتب اللغة .
مثال :
في ما يروى عن عيسى بن عمر النحوي أنه سقط عن حمار فاجتمع عليه الناس فقال لهم :
ما لكم تكأكأتم عليَّ تكأكؤكم على ذي جِنَّة ؟! افرنقعوا عني ! .
بالتأكيد لم يتضح لكم معنى هذا الكلام
ومن ذلك أيضا استخدام كلمة" عُسْلوج" بدل " غصن" و " حَقلد " بدل " البخيل
* تكأكأتم: اجتمعتم * ذي جِنَّة : جنون * افرنقعوا: انصرفوا
ومعنى هذا الكلام :
ما لكم اجتمعتم عليَّ اجتماعكم على مجنون ؟ تنحَّوا عنّي !
فالكلمتان : ( تكأكأ – افرنقع ) كلمتان خارجتان عن الفصاحة لغرابتهما .
العيب الثالث : مخالفة القياس:
أي مخالفتها للقواعد النحويَّة أو الصرفيَّة أو غيرها من قواعد اللغة،
ومثال ذلك: قول الراجز أبي النجم
الحمد لله العليِّ الأجلل.....الواحد الفرد القديم الأول
فكلمة الأجلل هنا خرجت عن القياس
إذ أن الصواب أن يُقال : ( الأجلّ ) بالإدغام ولا مسوِّغ لفكه .
العيب الرابع : الكراهة في السمع
بأن تكون الكلمة ممجوجة ، ينفر منها السامع
مثل قول المتنبي :
كريم الجرشي شريف النسب
(كريم الجرشي : أي كريم النفس )
فكلمة الجرشي كلمة تستثقلها الأسماع لذا هي كلمة خارجة عن الفصاحة