قيل إن معن بن زائدة(1) دخل على المنصور فقال له : هيه يا معن تعطي مروان بن أبي حفصة(2) مائة ألف على قوله
معن بن زائدة الذي زادت به *** شرفاً على شرف بنو شيبان
فقال : كلا يا أمير المؤمنين إنما أعطيته على قوله :
ما زلت يوم الهاشمية معلناً *** بالسيف دون خليفة الرحمن
فمنعت حوزته(3) و كنت وقاءه *** من وقع كل مهند و سنان
فقال : أحسنت و الله يا معن ، و أمر له بالجوائز و الخلع(4) .
======================================
و وفد ابن أبي محجن(5) على معاوية فقام خطيباً فأحسن ، فحسده معاوية و أراد أن يوقعه فقال له : أنت اللذي أوصاك أبوك بقوله :
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة *** تروي عظامي بعد موتي عروقها
و لا تدفنني في الفلاة(6) فإنني *** أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها
قال بل أنا الذي يقول أبي :
لا تسأل الناس ما مالي و كثرته *** و سائل الناس ما جودي و ما خلقي
أعطي الحسام غداة الروع حصته *** و عامل الرمح أروية من العلق(7)
و أطعن الطعنة النجلاء(8 ) عن عرض *** و أكتم السر فيه ضربة العنق
و يعلم الناس أني من سراتهم *** إذا سما بصر الرعديد بالفرق
فقال له معاوية : أحسنت و الله يا ابن محجن ، و أمر له بصلة و جوائز .
======================================
و قيل أخذ عبد المللك بن مروان بعض أصحاب شبيب الحارثي فقال له ألست القائل :
و منا شريد و البطين وقعنب *** و منا أمير المؤمنين شبيب
فقال : يا أمير المؤمنين ، إنما قلت و منا أمير أمؤمنين شبيب ، و أردت بذلك مناداة لك فكان ذلك سبباً لنجاته .
======================================
دخل شريك بن الأعور على معاوية و كان دميماً فقال له معاوية: إنك الدميم ، و الجميل خير من الدميم
، و إنك لشريك و ما لله من شريك ، و إن أباك لأعور ، و الصحيح خير من الأعور ، فكيف سدت قومك ؟
فقال له : إنك معاوية و ما معاوية إلا كلبة عوت ، فاستعوت الكلاب ، و إنك لابن صخر ، و السهل خير من الصخر
، و إنك لابن حرب ، و السلام خير من الحرب , و إنك لابن أمية ، و ما أمية إلا أمة صغرت ، فكيف صرت أمير المؤمنين ؟
ثم خرج و هو يقول :
أيشتمني معاوية بن حرب *** و سيفي صارم و معي لساني
و حولي من ذوي يزن ليوث *** ضراغمة(9) تهمش إلى الطعان
يعير بالدمامة من سفاه *** و ربات الحجال(10) من الغواني
======================================
(1) هو معن بن زائدة بن عبد الله بن مطر الشيباني - أبو الوليد - من أشهر أجواد العرب ، و أحد الشجعان الفصحاء أدرك العصرين الأموي و العباسي . و له سجستان و أقام فيها مدة . قتل غيلة سنة (151 هـ - 768 م) .
(2) مروان بن أبي حفصة : شاعر يهودي الأصل من شعراء بغداد توفي سنة (182 هـ - 798 م) .
(3) حوزته : ملكه .
(4) الخلع : جمع خِلعة بالكسر ما يخلع على الإنسان من أثواب .
(5) أبو محجن الثقفي هو محجن بن الأدرع الأسلمي ، كان من كبار الرماة : شاعر ، أدرك الاسلام فأسلم توفي سنة (30 هـ - 650 م) . و ابن أبي محجن ولد .
(6) الفلاة : المكان الذي لا ماء فيه ، أو الصحراء .
(7) العلق : الدم عامة أو الشديد الحمرة أو الغليظ .
(8 ) طعنة بخلاء : واسعة بنية الشق .
(9) ضراغمة : جمع ضرغام و هو الأسد و الرجل الشديد .
(10) ربات الحجال : العفيفات من النساء .
معن بن زائدة الذي زادت به *** شرفاً على شرف بنو شيبان
فقال : كلا يا أمير المؤمنين إنما أعطيته على قوله :
ما زلت يوم الهاشمية معلناً *** بالسيف دون خليفة الرحمن
فمنعت حوزته(3) و كنت وقاءه *** من وقع كل مهند و سنان
فقال : أحسنت و الله يا معن ، و أمر له بالجوائز و الخلع(4) .
======================================
و وفد ابن أبي محجن(5) على معاوية فقام خطيباً فأحسن ، فحسده معاوية و أراد أن يوقعه فقال له : أنت اللذي أوصاك أبوك بقوله :
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة *** تروي عظامي بعد موتي عروقها
و لا تدفنني في الفلاة(6) فإنني *** أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها
قال بل أنا الذي يقول أبي :
لا تسأل الناس ما مالي و كثرته *** و سائل الناس ما جودي و ما خلقي
أعطي الحسام غداة الروع حصته *** و عامل الرمح أروية من العلق(7)
و أطعن الطعنة النجلاء(8 ) عن عرض *** و أكتم السر فيه ضربة العنق
و يعلم الناس أني من سراتهم *** إذا سما بصر الرعديد بالفرق
فقال له معاوية : أحسنت و الله يا ابن محجن ، و أمر له بصلة و جوائز .
======================================
و قيل أخذ عبد المللك بن مروان بعض أصحاب شبيب الحارثي فقال له ألست القائل :
و منا شريد و البطين وقعنب *** و منا أمير المؤمنين شبيب
فقال : يا أمير المؤمنين ، إنما قلت و منا أمير أمؤمنين شبيب ، و أردت بذلك مناداة لك فكان ذلك سبباً لنجاته .
======================================
دخل شريك بن الأعور على معاوية و كان دميماً فقال له معاوية: إنك الدميم ، و الجميل خير من الدميم
، و إنك لشريك و ما لله من شريك ، و إن أباك لأعور ، و الصحيح خير من الأعور ، فكيف سدت قومك ؟
فقال له : إنك معاوية و ما معاوية إلا كلبة عوت ، فاستعوت الكلاب ، و إنك لابن صخر ، و السهل خير من الصخر
، و إنك لابن حرب ، و السلام خير من الحرب , و إنك لابن أمية ، و ما أمية إلا أمة صغرت ، فكيف صرت أمير المؤمنين ؟
ثم خرج و هو يقول :
أيشتمني معاوية بن حرب *** و سيفي صارم و معي لساني
و حولي من ذوي يزن ليوث *** ضراغمة(9) تهمش إلى الطعان
يعير بالدمامة من سفاه *** و ربات الحجال(10) من الغواني
======================================
(1) هو معن بن زائدة بن عبد الله بن مطر الشيباني - أبو الوليد - من أشهر أجواد العرب ، و أحد الشجعان الفصحاء أدرك العصرين الأموي و العباسي . و له سجستان و أقام فيها مدة . قتل غيلة سنة (151 هـ - 768 م) .
(2) مروان بن أبي حفصة : شاعر يهودي الأصل من شعراء بغداد توفي سنة (182 هـ - 798 م) .
(3) حوزته : ملكه .
(4) الخلع : جمع خِلعة بالكسر ما يخلع على الإنسان من أثواب .
(5) أبو محجن الثقفي هو محجن بن الأدرع الأسلمي ، كان من كبار الرماة : شاعر ، أدرك الاسلام فأسلم توفي سنة (30 هـ - 650 م) . و ابن أبي محجن ولد .
(6) الفلاة : المكان الذي لا ماء فيه ، أو الصحراء .
(7) العلق : الدم عامة أو الشديد الحمرة أو الغليظ .
(8 ) طعنة بخلاء : واسعة بنية الشق .
(9) ضراغمة : جمع ضرغام و هو الأسد و الرجل الشديد .
(10) ربات الحجال : العفيفات من النساء .
- الكود: