نعيش اليوم مع جانب من جوانب النعم الإلهية في الآيات القرآنية والمخلوقات الأرضية وخاصة النباتية منها الواردة في قوله تعالى: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ{24} أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً{25} ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً{26} فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً{27} وَعِنَباً وَقَضْباً{28} وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً{29} وَحَدَائِقَ غُلْباً{30} وَفَاكِهَةً وَأَبّاً{31} مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ{32} )(عبس/ 24-32).
يقول الشيخ عبدالرحمن بن السعدي رحمه الله في تفسير الآيات السابقة: (ثم أرشده إلى النظر والتفكر في طعامه وكيف وصل إليه بعدما تكررت عليه طبقات عدة ويسر الله له، فقال: (فَلْيَنظُرِالْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ{24} أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً{25}) أي نزل المطر على الأرض بكثرة (ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً) للنبات (فَأَنبَتْنَا فِيهَا) أصنافا مصنفة من أنواع الأطعمة اللذيذة والأقوات الشهية (حَبّاً): وهذا هو شامل لسائر الحبوب على اختلاف اصنافها (وَعِنَباً وَقَضْباً): وهو القت (وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً): وخص هذه الأربعة لكثرة فوائدها ومنافعها (وانتشارها) (وَحَدَائِقَ غُلْباً) أي بساتين فيها الأشجار الكثيفة الملتفة، (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً) الفاكهة ما يتفكه به الانسان من تين وعنب وخوخ ورمان وغير ذلك، والأب ما تاكله البهائم والانعام ولهذا قال (مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) التي خلقها الله وسخرها لكم، فمن نظر في هذه النعم، أوجب عليه شكر ربه وبذل جهده في الإنابة اليه والإقبال على طاعته والتصديق لإخباره) انتهى (من تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 1077).
ومن يقرأ الآيات السابقات قراءة علمية نباتية إيمانية يشعر أن الآيات تأخذنا في جولة علمية عقائدية نرى من خلالها مراحل تكوين النبات والثمار حتى تصل الى مائدة الإنسان ومعالف الحيوان. وتبدأ الآيات بداية علمية منطقية في عالم النبات فيقول تعالى: (أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً) فنرى مياه المطر الغزير تهطل على الأرض الهامدة والأرض الخاشعة والأرض المزروعة والجافة فتبدأ العمليات الأرضية الفيزيائية والكيميائية والأحيائية لتسرب وتشرب الماء في التربة وتشققها للبذور والحبوب والجذور، وتبدأ عمليات إنبات الحبوب والبذور لتكون الجذور والسيقان والأوراق في البادرات، التي يخضر لونها لتكوين الخضر أو اليخضور المسمى بالكلوروفيل كما قال تعالى (فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً) (الأنعام/99)، وتبدأ عملية البناء الضوئي فيتكون الغذاء للنبات وينمو النبات ويتفرع ويحمل الأوراق والأزهار والثمار فترى نباتات القمح والشعير والأرز قد اخضرت سنابلها وامتلات بالحبوب وتدرج لون النبات من الأخضر إلى الأصفر, والحبوب من الليونة وعدم النضج إلى اليبوسة والنضج عندما يحين وقت حصادها
وترى نباتات العنب وقد مدت جذورها في الأرض وسيقانها الضعيفة في الهواء فوق التعاريش أو من دونها (مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ) (الأنعام /141)، ثم اخرجت ازهارها في نورتها المعجزة الجميلة، ويتم تلقيحها واخصابها , وتعقد ثمارها التي تبدأ صغيرة خضراء حامضية ثم تنمو ويتغير لونها إلى الأصفر أو الأحمر أو الأسود أو القرمزي، وقد تدلت عناقيدها كثريات جميلة يسهل قطفها ونقلها وتخزينها وأكلها وتجفيفها وصناعة المشروبات غير المحرمة منها.
ونرى الأرض وقد نبتت فيها نباتات الأعلاف العشبية ذات السيقان القائمة الضعيفة والأوراق البسيطة أو المركبة المتعددة الوريقات، التي تستخدم علفا للأنعام، ثم تبدأ في إنتاج الأزهار والنورات (مجموعة الأزهار) ذات الألوان البيضاء والصفراء والقرمزية، لتعطي الحبوب والسيقان الهوائية التي تجف أو تجفف لتعطي أعلاف الحيوان الجافة.
وعلى الجانب الآخر نجد أشجار الزيتون بسيقانها الخشبية القوية ذات الفروع المتعددة والأوراق البسيطة الخضراء الرمحية الداكنة اللون الأخضر ثم تزهر وتثمر لتعطي ثمار الزيتون المحتوية على دهن الزيتون بفوائده العظيمة، وما يتبقى بعد العصر من الثمرات يستخدم في علف الدواب والوقود وطلاء الجدران ، وتخلل ثمار الزيتون الخضراء والسوداء لها لتعطي الثمار المخللة المغذية والمفيدة.
[i]
يقول الشيخ عبدالرحمن بن السعدي رحمه الله في تفسير الآيات السابقة: (ثم أرشده إلى النظر والتفكر في طعامه وكيف وصل إليه بعدما تكررت عليه طبقات عدة ويسر الله له، فقال: (فَلْيَنظُرِالْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ{24} أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً{25}) أي نزل المطر على الأرض بكثرة (ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً) للنبات (فَأَنبَتْنَا فِيهَا) أصنافا مصنفة من أنواع الأطعمة اللذيذة والأقوات الشهية (حَبّاً): وهذا هو شامل لسائر الحبوب على اختلاف اصنافها (وَعِنَباً وَقَضْباً): وهو القت (وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً): وخص هذه الأربعة لكثرة فوائدها ومنافعها (وانتشارها) (وَحَدَائِقَ غُلْباً) أي بساتين فيها الأشجار الكثيفة الملتفة، (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً) الفاكهة ما يتفكه به الانسان من تين وعنب وخوخ ورمان وغير ذلك، والأب ما تاكله البهائم والانعام ولهذا قال (مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) التي خلقها الله وسخرها لكم، فمن نظر في هذه النعم، أوجب عليه شكر ربه وبذل جهده في الإنابة اليه والإقبال على طاعته والتصديق لإخباره) انتهى (من تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 1077).
ومن يقرأ الآيات السابقات قراءة علمية نباتية إيمانية يشعر أن الآيات تأخذنا في جولة علمية عقائدية نرى من خلالها مراحل تكوين النبات والثمار حتى تصل الى مائدة الإنسان ومعالف الحيوان. وتبدأ الآيات بداية علمية منطقية في عالم النبات فيقول تعالى: (أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً) فنرى مياه المطر الغزير تهطل على الأرض الهامدة والأرض الخاشعة والأرض المزروعة والجافة فتبدأ العمليات الأرضية الفيزيائية والكيميائية والأحيائية لتسرب وتشرب الماء في التربة وتشققها للبذور والحبوب والجذور، وتبدأ عمليات إنبات الحبوب والبذور لتكون الجذور والسيقان والأوراق في البادرات، التي يخضر لونها لتكوين الخضر أو اليخضور المسمى بالكلوروفيل كما قال تعالى (فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً) (الأنعام/99)، وتبدأ عملية البناء الضوئي فيتكون الغذاء للنبات وينمو النبات ويتفرع ويحمل الأوراق والأزهار والثمار فترى نباتات القمح والشعير والأرز قد اخضرت سنابلها وامتلات بالحبوب وتدرج لون النبات من الأخضر إلى الأصفر, والحبوب من الليونة وعدم النضج إلى اليبوسة والنضج عندما يحين وقت حصادها
وترى نباتات العنب وقد مدت جذورها في الأرض وسيقانها الضعيفة في الهواء فوق التعاريش أو من دونها (مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ) (الأنعام /141)، ثم اخرجت ازهارها في نورتها المعجزة الجميلة، ويتم تلقيحها واخصابها , وتعقد ثمارها التي تبدأ صغيرة خضراء حامضية ثم تنمو ويتغير لونها إلى الأصفر أو الأحمر أو الأسود أو القرمزي، وقد تدلت عناقيدها كثريات جميلة يسهل قطفها ونقلها وتخزينها وأكلها وتجفيفها وصناعة المشروبات غير المحرمة منها.
ونرى الأرض وقد نبتت فيها نباتات الأعلاف العشبية ذات السيقان القائمة الضعيفة والأوراق البسيطة أو المركبة المتعددة الوريقات، التي تستخدم علفا للأنعام، ثم تبدأ في إنتاج الأزهار والنورات (مجموعة الأزهار) ذات الألوان البيضاء والصفراء والقرمزية، لتعطي الحبوب والسيقان الهوائية التي تجف أو تجفف لتعطي أعلاف الحيوان الجافة.
وعلى الجانب الآخر نجد أشجار الزيتون بسيقانها الخشبية القوية ذات الفروع المتعددة والأوراق البسيطة الخضراء الرمحية الداكنة اللون الأخضر ثم تزهر وتثمر لتعطي ثمار الزيتون المحتوية على دهن الزيتون بفوائده العظيمة، وما يتبقى بعد العصر من الثمرات يستخدم في علف الدواب والوقود وطلاء الجدران ، وتخلل ثمار الزيتون الخضراء والسوداء لها لتعطي الثمار المخللة المغذية والمفيدة.
[i]